أبي الجعد تحتضن إشراقة تربوية: تدريب وطني وزيارة رسمية تعيدان وهج المخيمات

 

هشام سكومة-

في لحظة تربوية فارقة، شهدت مدينة أبي الجعد حدثين بارزين رسّخا مكانتها كمحطة وازنة في الخريطة التخييمية الوطنية. فمن جهة، قامت المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة بني ملال–خنيفرة، بشراكة مع المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، بتنظيم التدريب الوطني للدرجة الأولى بدار الشباب سيدي الحفيان، ومن جهة أخرى، عرفت المدينة زيارة ميدانية هامة للسيد نور الدين بركاوي، المدير الجهوي، رفقة وفد إداري وتربوي وازن، للاطلاع عن كثب على سير التدريب ومخيمات القرب المصاحبة له.

وقد عبر السيد بركاوي خلال الزيارة عن فخره بهذا الحراك التربوي قائلا: “هذا الحضور الميداني ليس مجرد زيارة، بل هو تعبير صادق عن التزامنا بجعل المخيمات فضاءات آمنة ومحفزة لبناء الإنسان.” وقد شملت الزيارة الورشات التكوينية، وعروض الأطفال الفنية، حيث استشعر الجميع أجواء الفرح والانضباط والإبداع، ما يعكس نجاعة التأطير وجودة التنظيم.

في ذات السياق، احتضنت دار الشباب مساء يوم الثلاثاء 6 ماي 2025 حفلًا رسميًا متميزًا لإعطاء الانطلاقة الفعلية للتدريب الوطني، بحضور السيدة رشيدة الهاني المديرة الإقليمية لقطاع الشباب، التي أكدت في كلمتها أن “بناء الإنسان يبدأ من هنا.. من مخيم صغير يحمل أحلامًا كبيرة،” مشيدة بالجهود الجماعية المبذولة لإنجاح هذا الورش التكويني النوعي، الذي يستهدف شبابًا مقبلين على مسؤولية تنشيط وتربية الأجيال الصاعدة.

وقد عرف حفل الافتتاح حضورًا وازنًا، تمثل في السيد باشا مدينة أبي الجعد، وعدد من المنتخبين، ورجال الإعلام، وفعاليات المجتمع المدني، الذين أثنوا على هذه المبادرة واعتبروها لبنةً أساسية في ترسيخ ثقافة التكوين الميداني وربط التخييم بالمواطنة والممارسة التربوية الواعية.
من جانبه، عبّر عبد الله مهداب، رئيس مركز التدريب، عن أهمية هذا الموعد في المسار المهني والتكويني للمنشطين، معتبرًا أن “حين نُكوِّن منشطًا واعيًا، فنحن نزرع غدًا مشرقًا في قلب كل طفل سيقابله.” وهو ما يشكّل نواة فلسفية لهذا النوع من التداريب التربوية.

أما الأستاذ عمر رشيدة، مدير دار الشباب سيدي الحفيان، فقد اعتبر أن احتضان مؤسسته لهذا الحدث ليس مجرد استضافة لوجستيكية، بل التزام عميق بروح التربية، قائلاً: “دار الشباب سيدي الحفيان كانت وستظل منارة تحتضن الفكرة وتطلق الحلم.” وهي شهادة تُضاف إلى سجل المدينة التربوي والثقافي.

وتأتي هذه الدينامية التكوينية في سياق رؤية وطنية متجددة، تروم النهوض بجودة العرض التربوي للمخيمات، وتمكين المنشطين من أدوات معرفية ومهارية تجعل من التخييم تجربة مواطِنة، دامجة، ومُلهمة.

Copyright © 2024