أزمة أولمبيك خريبكة: نادٍ يواجه المصير المجهول

أمين فريد

بصفتي منخرطاً ومشجعاً لنادي أولمبيك خريبكة، أكتب بحرقة وأسف لما وصل إليه هذا النادي العريق، فريق يحمل تاريخا طويلاً من الأمجاد والإنجازات، بات اليوم يعاني أزمات متتالية تهدد كيانه ومستقبله.

المشكلة الحقيقية ليست في نقص المال، بل في غياب التسيير المحكم والإدارة الرشيدة.

الفريق يفتقر إلى رؤية واضحة واستراتيجية طويلة الأمد، حيث أصبحت العشوائية والتخبط هما العنوان الرئيسي، أما المصالح الشخصية، فقد أصبحت المحرك الأساسي، وكأن الهدف ليس النهوض بالنادي، بل التمسك بالمناصب بأي ثمن، التضحية والتنازل من أجل مصلحة الفريق غابت تماماً، وأصبح النادي يدفع ثمن هذه الحسابات الضيقة.

المحاسبة، بدورها، غائبة منذ سنوات. الأخطاء تتكرر والإخفاقات تتراكم، ومع ذلك لا حسيب ولا رقيب، المسؤولون عن إدارة الفريق لا يواجهون أي مساءلة، وكأن النادي ملكية خاصة تُدار دون أي رقابة أو مراجعة. هذا الواقع يزيد من تعميق جراح الفريق ويضع مستقبله على المحك.

طرقنا الأبواب… ولا حياة لمن تنادي
لم نبقَ صامتين، كمنخرطين ومحبين، حاولنا جاهدين أن نوصل أصواتنا إلى المسؤولين، وطرقنا أبواب المكتب المسير مراراً، مطالبين بالتغيير وإنقاذ الفريق، لكن الرد كان صمتاً مطبقاً وتجاهلاً يزيد الوضع سوءاً، الإدارة الحالية تُصر على مواصلة نفس النهج، وكأنها غير معنية بما يحدث للنادي.

سؤال مشروع… من المستفيد من تراجع الأولمبيك؟
هنا يطرح السؤال نفسه: هل هناك من لا يريد أن يعود الفريق إلى مكانته الطبيعية في أضواء الكرة الوطنية..؟ هل هناك من لا تخدمه عودة النادي إلى الواجهة، أو ربما من يرى في بقاء الفريق في الظل فرصة للحفاظ على مصالحه..؟

الأب الشرعي للنادي، المكتب الشريف للفوسفاط، الذي كان الداعم الأكبر للنادي في الماضي، لا يزال غائباً . هل هناك من يقف في طريق عودته لدعم الفريق كما كان في سنوات مجده؟ هل هناك من يضع العراقيل أمام هذه العودة التي قد تُعيد للنادي استقراره وقوته؟

نداء عاجل
أولمبيك خريبكة ليس مجرد فريق رياضي، بل هو رمز المدينة وفخر محبيها.

إنقاذ النادي اليوم ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة تستدعي تحركاً فورياً وشجاعاً من كل الأطراف. المسؤولية مشتركة، ويجب أن تُوضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار.

هل من مُجيب لإنقاذ هذا الصرح الرياضي الكبير؟
وهل من رجال صادقين يعيدون الأب الشرعي إلى مكانه الطبيعي لدعم الفريق واسترجاع هيبته؟

Copyright © 2024