مراكش: محمد نماد
مراكز التكوين لكرة القدم تعتبر جزءًا أساسيًا من الأنشطة الرياضية، وخاصة كرة القدم، حاليا تفضل معظم الأندية المغربية تعزيز صفوفها بلاعبين جاهزين، وهو ما يكلفها الكثير من الموارد المالية، الطريقة الوحيدة لمعالجة هذا الوضع المختل هو تكوين لاعبين بمشاتل الأندية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التكوين في حد ذاته مشروع متوسط إلى طويل الأمد يستغرق ما بين 8 و10 سنوات ليكتمل بكل جوانبه الفنية والإدارية والبشرية، وذلك لإخراج لاعبين مؤهلين لممارسة كرة القدم.
كل هذا يتطلب توفير بنية تحتية تدريبية أفضل من حيث الاستكشاف، وصقل المواهب ووضع استراتيجية خاصة حسب إمكانيات كل نادٍ فكلما كانت البنيات التحتية وظروف العمل احترافية كلما ارتفع مستوى التكوين، دون أن ننسى طبعا معايير اختيار المدربين الذين يتوفرون على المهارات والمرخص لهم من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما هو مطلوب في دفتر التحملات.
فبعد دراسة معمقة قام بها الباحث والمدرب المراكشي، عبد الحفيظ ارجيلة حول مراكز التكوين بالمغرب، تبين أنه من الصعب على معظم الأندية المغربية إنشاء مراكز تكوين ذات جودة عالية، لأن ذلك يتطلب، حسب قانون التربية البدنية 30.09، توفر بنيات تحتية ممتازة، بما فيها ملاعب كرة القدم، مضيفا أن المغرب يتوفر حاليا على خمسة مراكز تستجيب للمعايير المطلوبة، وهي تابعة على التوالي لكل من النهضة البركانية،الفتح الرباطي،الجيش الملكي ثم الرجاء والواداد البيضاويين.
وخلاصة القول، أكد عبد الحفيظ رجيلة أن تطوير كرة القدم مرهون بزيادة عدد مراكز التكوين وإعطاء هذه المؤسسات أهمية كبيرة من حيث الدعم المالي واللوجستيكي لأطرها الكفؤة والمؤهلة لتدريب أجيالنا الحالية والمستقبلية.
في نفس السياق سؤال يطرح نفسه الآن بحدة، ما الذي يحدث فعلاً الآن في مركز التكوين القنسولي التابع للكوكب المراكشي و الذي تم التخلي عنه، حتى لا نقول ترك خراباً واطلالا! ونظرة أولية من الداخل تبدو لك الملاعب صالحة لكل شيء وخصوصا تداريب الخيول وليس لتداريب فئات عمرية صغيرة تتطلب العناية القصوى والاهتمام المتزايد …!
لقد كان فريق الكوكب المراكشي أول فريق مغربي يدخل الاحتراف حيت كان هذا الصرح يضرب به المثال.! حاليا جميع المعنيين بالقطاع الرياضي المحلي يعلمون جيداً أن مركز التكوين القنسولي يعيش منذ فترة ووضعاً مقلقاً وكارثياً بسبب انعدام أبسط شروط العمل، فضلاً عن نقص الخدمات اللوجستية، وفي معظم الأحيان، يشكو مديرو وموظفو هذه البنية التحتية من تأخر الرواتب والفواتير غير المدفوعة التي تراكمت على مدى عدة أشهر.
يضم مركز التكوين الفنسولي، الذي تديره لجنة إدارية، من عدة مكونات تنتمي لفرق الفئات العمرية من 15 إلى 20 عاماً، بالإضافة إلى فرق نسائية، وفريق كرة القدم المصغرة، وتعاني كل هذه المكونات من أزمات وانتكاسات متتالية، ولا يلوح في الأفق القريب أي حل بسبب تردي الوضع العام داخل هذه المنشأة الرياضية، وعلى الرغم من خطة تحسين صورة النادي التي طرحها مسؤولوه غير أن مركز القنسولي يبقى نقطة سوداء في المنظومة الكروية للنادي الذي خص اهتمامه بالفريق الأول في أفق الصعود .!
وللأسف، لا يحمل هذا المبنى سوى اسم مركز فقد أصبح في السنوات الأخيرة مكانًا لا يبعث على الأمل، وبعيدًا كل البعد عن هيبة النادي السابقة
فقد كان لفترة من الزمن مشتلا ونموذجا يحتذى به في نظام الاحتراف وتكوين المواهب وتطبيق أسس متينة للتربية الكروية وصقل المواهب.
أما الآن، فقد أصبح الوضع لمركز القنسولي، يثير قلق المسؤولين في مراكش،
ويضاف إلى هذه الوضعية المقلقة للغاية إضراب المدربين والموظفين باستمرار والحالة الكارثية للملاعب ومشكلة الإنارة وغياب التنسيق.
لقد اصبح من الضروري التدخل العاجل لحل مشاكله وجعله من أولويات الخطة الحالية للجنة الإدارية، كذلك من داخل هذه البناية تتعالى أصوات المعنيين بالتسيير، مطالبين بإنقاذ هذه المنشأة الرياضية من الاندثار، والارتقاء بها إلى مستوى وقيمة مركز تكوين القرب بماضيه المجيد.
تاريخيًا، كانت هذه المنشأة الرياضية أحد مراكز التدريب الرئيسية في المملكة خلال فترة رئاسة الحاج محمد المديوري
السؤال الجوهري الآن : من المسؤول عن هذا الوضع الكارثي..؟ وما خفي كان اعظم في مركز القنسولي باب دكالة، ومن أين تبتدأ وتنتهي مسؤولية المكتب المديري للكوكب المراكشي وحسن اليحياوي وأعضاء المكتب الفريق برئاسة إدريس حنيفة..؟
Copyright © 2024