ساكنة حطان تطالب المجمع الشريف للفوسفاط بحلول عاجلة للحد من تلوث الغبار

✍️نجيب مصباح

وجهت ساكنة حطان بإقليم خريبكة عريضة موقعة من أكثر من 300 شخص، تتوفر جريدة التميز ميديا على نسخة منها، إلى المصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، تطالب فيها بإيجاد حلول عاجلة للتصدي لمشكلة الغبار المتناثر الناجم عن الأنشطة الصناعية للمجمع. العريضة التي تداولتها وسائل الإعلام، تسلط الضوء على تأثير هذا التلوث البيئي على صحة السكان، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من تداعياته الخطيرة.

تعرّف ساكنة حطان الغبار المتناثر من معمل بني دير كتهديد مباشر لصحتهم. ورغم أن هذا المعمل يعد من المساهمين الرئيسيين في توفير فرص العمل عبر تثمين الفوسفاط، إلا أن السكان يرون أن ثمن هذا التثمين الصناعي يتم دفعه على حساب صحتهم العامة. ففي الوقت الذي تتكفل فيه الدول المتقدمة بإيجاد حلول للتخلص من الغبار المتناثر عبر تكنولوجيات متطورة، يجبر سكان حطان على استنشاق هذا التلوث بشكل يومي، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، خصوصا أمراض الجهاز التنفسي.

وأشارت العريضة إلى أن الغبار المتناثر في المنطقة يحتوي على مواد ملوثة، من بينها ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن عملية إنتاج الأسمدة الكيماوية التي تعتمد بشكل كبير على الفوسفاط. بدلاً من أن تتخذ المصانع خطوات جادة لتحسين عملياتها وتقليل التأثيرات البيئية من خلال استخدام تقنيات أنظف وأكثر تطورا، تختار المصانع الحلول السهلة والأقل تكلفة، وهو ما يعود بتأثيرات سلبية على البيئة وصحة المواطنين.

وأعرب الموقعون على العريضة عن قلقهم من أن الاستمرار في هذه السياسات سيؤدي إلى زيادة تفاقم الأضرار الصحية والبيئية في المنطقة. كما دعوا إلى ضرورة تدخل وزارة الطاقة بالتعاون مع المجمع الشريف للفوسفاط لإيجاد بدائل نظيفة للطاقة المستخدمة في صناعة الفوسفاط، وبالتالي تقليل الانبعاثات السامة التي تهدد صحة المواطنين.

وختاما، أكدوا في عريضتهم أن السياسات العمومية في المغرب بحاجة إلى تحول جذري نحو تبني حلول بيئية مستدامة، تستند إلى احترام معايير الصحة العامة والبيئة. وطالبوا بتفعيل التزامات المغرب البيئية، وعدم ترك التلوث ينتشر في مناطق سكنية دون أي حلول عملية وفعّالة.

تعد هذه العريضة دعوة للجهات المسؤولة من أجل الاستجابة لمطالب المواطنين الذين يعانون من تداعيات تلوث بيئي يهدد حياتهم اليومية، متمنين أن تجد هذه القضية حلولا عاجلة تحفظ صحتهم وتضمن لهم بيئة سليمة.

ويبق السؤال المحرق ألا وهو، متى سترفع إدارة المصطفى التراب الحيف عن ساكنة حطان والمدن المجاورة؟