عملية جراحية لأحد عمال الوساطة بمرح لحرش بعد تعرضه لحادث شغل وتساؤلات حول صمت الإدارة وتكرار الحوادث

✍️نجيب مصباح

في حادثة مقلقة وقعت داخل مغسلة “مرح لحرش” التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط (OCP) بموقع خريبكة، تعرض أحد عمال الوساطة لإصابة خطيرة صبيحة يوم الأربعاء 16 أبريل الجاري، إثر سقوط آلة حادة من نوع Stacker Rouleau أثناء أدائه لمهامه بقسم النظافة.

وأفادت مصادر مطلعة، أن الحادث أسفر عن إصابات بليغة على مستوى الكتف والرقبة، إضافة إلى إصابة في الظهر، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى إحدى المصحات الخاصة لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم. وقد كشفت الفحوصات الطبية عن إصابته بـ (hemothorax)، ما استدعى خضوعه لعملية جراحية دقيقة على مستوى الصدر نهاية الأسبوع الماضي.

وأضافت مصادر جريدة التميز الإلكترونية، أن العامل لازال يرقد حاليا بمصحة مولاي يوسف بخريبكة، حيث يخضع للمتابعة الطبية بشكل دقيق تحت إشراف طاقم طبي الذي تكلف بإجراء له العملية الجراحية.

وعرفت مدينة خريبكة، حادثي شغل في ظرف وجيز، الأول وقع بسيدي شنان والثاني بمغسلة لمرح لحرش، مما يعيد إلى الواجهة تساؤلات كثيرة حول شروط السلامة داخل وحدات العمل التابعة لـ OCP، وصمت الإدارة إزاء تكرار مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة.

ويعد هذا الحادث، أحد الأمثلة المقلقة على تدهور ظروف العمل في بعض المنشآت، فإنه يعيد إلى الواجهة التساؤلات المستمرة حول تكرار حوادث الشغل داخل المجمع الشريف للفوسفاط، خصوصا في المواقع الصناعية مثل “مرح لحرش وسيدي شنان وبالأوراش المفتوحة” والخاصة بالمنجم الأخضر التي تفتقد للمراقبة الصارمة حول مدى التزام أصحاب المقاولات بشروط الصحة والسلامة.

صمت إدارة المجمع وتكرار الحوادث

يطرح العديد من المراقبين تساؤلات مشروعة حول صمت إدارة المجمع الشريف للفوسفاط تجاه تكرار حوادث الشغل، حيث لم تصدر الإدارة أي بيانات رسمية توضح ملابسات الحادث أو الإجراءات المتخذة لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، قصد تنوير الرأي العام المحلي والوطني، إذ تبقى مديرية التواصل والإعلام مجرد مصلحة صورية نفتقد للتواصل مع ممثلي وسائل الإعلام المحلي والوطني.

من الجدير بالذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المجمع، بل تأتي في وقت حساس، حيث كانت قد وقعت حوادث مشابهة في مواقع أخرى تابعة للمجمع، مما يعكس وجود مشكلة متكررة تتطلب اهتماما أكبر من المسؤولين.

التساؤلات حول الشفافية وإعلان الحوادث

إضافة إلى ذلك، يظل الرأي العام المحلي والوطني في حالة من الغموض حول معدلات حوادث العمل داخل المجمع، خاصة الحوادث الخطيرة التي يتعرض لها العمال. لم تقدم الإدارة أية إحصائيات أو بيانات واضحة حول نسب الحوادث أو الأسباب التي تقف وراء وقوعها. هذا الصمت يثير العديد من التساؤلات حول مدى شفافية الإدارة في التعامل مع هذه القضايا، خصوصا في ظل غياب نشر أرقام دقيقة حول الحوادث والإصابات التي يتعرض لها العمال في المجمع.

مطالبات بتحقيق شامل وشفافية أكبر

في ظل هذه الحوادث المتكررة، يطالب العديد من الناشطين وأفراد المجتمع المدني بفتح تحقيق شامل في هذه الحوادث، مع ضرورة تحسين شروط السلامة المهنية داخل مواقع العمل. كما يُشدد على ضرورة تنوير الرأي العام بأرقام دقيقة حول الحوادث في المجمع، لضمان محاسبة المسؤولين وتفعيل الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية العاملين من أي مخاطر قد تهدد حياتهم.

في الختام، تبقى هذه الحوادث المقلقة تطرح العديد من الأسئلة حول جدية الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة، ويتوقع أن يظل هذا الموضوع محل نقاش واسع في الأيام المقبلة، حيث يطالب الجميع بتحقيقات شفافة وتدابير أكثر فاعلية لضمان بيئة عمل آمنة للعمال.

Copyright © 2024