✍ عصام أمكار
في إطار المبادرات الجهوية التي أطلقتها وزارة الداخلية لدعم الحقل الرياضي بمختلف جهات المملكة، جاءت المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي بجهة سوس ماسة كحدث استثنائي بكل المقاييس، سواء من حيث التنظيم المحكم أو من حيث الرؤية المستقبلية التي حملتها.
لقد جاءت هذه المبادرة في سياق يتطلب دفعة قوية لإعادة الاعتبار للرياضة كرافعة أساسية للتنمية، واستطاعت مناظرة جهة سوس ماسة أن تفتح حوارًا جادًا بين مختلف الفاعلين، واضعةً قضايا الرياضة وآفاقها المستقبلية على الطاولة بروح جديدة تتسم بالشفافية والانفتاح والواقعية.
وما جعل هذه المناظرة تبرز بوضوح هو قدرتها على كسر الحواجز التقليدية بين المؤسسات الأكاديمية والجماهير الرياضية، حيث شهدت حضورًا وازنًا للأطر الجامعية والشباب المتحمس، إلى جانب المسؤولين والخبراء، مما منح النقاش طابعًا أكاديميًا وميدانيًا في آنٍ واحد، واتسم بالعمق والجدية، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.
ولا بد هنا من إبراز الدور الكبير الذي لعبه والي جهة سوس ماسة سعيد أمزازي، الذي أضفى على اللقاء زخمًا خاصًا من خلال كلمته القوية ورؤيته الواضحة التي عبّر عنها، فقد شدد الوالي على أن الرياضة لم تعد ترفًا، بل أصبحت خيارًا استراتيجيًا في التنمية الشاملة، داعيًا إلى الالتزام بروح العمل الجماعي لبناء منظومة رياضية مندمجة وقوية.
لقد شكلت كلمة والي الجهة منعطفًا مهمًا، حيث أكدت على ضرورة استثمار الطاقات الشبابية بشكل أمثل، مقدمةً رسائل عملية قابلة للتنفيذ بعيدًا عن التنظير، ما جعل من هذه المناظرة محطة مفصلية في مسار التشجيع الرياضي بالجهة.
وبذلك، رسخت هذه المناظرة قناعة جماعية بأن النجاح الرياضي لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاثف جهود الجميع : السلطات المحلية، والأطر الجامعية، والمجتمع المدني، وفق مقاربة تشاركية ومسؤولة.
وإذا كانت هذه المناظرة قد جاءت ضمن سلسلة من المناظرات الجهوية التي تعرفها مختلف جهات المملكة، فإن ما تحقق في جهة سوس ماسة يجعلها نموذجًا متفردًا يُحتذى به، ودعوة صريحة لباقي الجهات إلى أن تحذو حذوها، حتى يتسنى للرياضة الوطنية أن تنهض وتواكب تطلعات شباب المغرب ومستقبله الواعد.
Copyright © 2024