من له المصلحة في الإطاحة بـ “مصطفى التراب” على رأس إدارة “التُرابْ” ..؟

أشرف لكنيزي-

تم تداول مقالات عديدة خلال الأيام القليلة الماضية، تنتقد بحدة كبيرة مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، من طرف بعض المؤسسات الإعلامية الوطنية، التي كانت تتغنى بالأمس القريب بمنجزات المكتب سواء من حيث رقم المعاملات المحقق خلال السنوات الماضية، والنمو الاقتصادي من خلال الصادرات والانفتاح على أسواق عالمية كبرى، وتنويع الاستثمارات في مجالات أخرى بعيدة عن الصناعة، كالسياحة عبر الاستثمار في شراء وتشييد وجدات فندقية، والقطاع الفلاحي من خلال انتاج الأسمدة وتغذية التربة، وأخرها الرياضة عبر إحداث صندوق لتكوين المواهب الصاعدة.

فالحملة الإعلامية التي طالت رأس المكتب الشريف للفوسفاط، عوجاء لأنها لم تتطرق للعديد من الأمور الجوهرية المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية داخل المنشآت الصناعية التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، أو بعض النواقص التي يعاني منها الأطر والمستخدمين على مستوى الخدمات الاجتماعية، والتي عرفت مؤخرا وقفة احتجاجية للمسؤولين النقابيين أمام مديرية الشؤون الاجتماعية بخريبكة، تنديدا بالأوضاع المتردية، نتيجة التسيير الانفرادي لمديرية الشؤون الاجتماعية، أو عبر الحديث عن التهميش والتلوث والبطالة الذي تعاني منه المدن الفوسفاطية، وعلى رأسها العاصمة العالمية للفوسفاط خريبكة، وما نصيب سكان هذه المدن العادل من خيرات ترابهم ..؟ رغم الأرباح القياسية التي يحققها المكتب سنويا، والتي تعرف تطور كبير منذ قدوم مصطفى التراب على رأس إدارة “التُراب”.

من هو مصطفى التراب ..؟

ازداد السيد مصطفى التراب في 19 أكتوبر 1955 بفاس، وحصل سنة 1979 على شهادة مهندس من المدرسة الوطنية للقناطر والطرق، والماجيستير سنة 1982، ثم دكتوراه الدولة في “التحليل بالمنهاج الحسابي” من معهد (ماساشوسيت إنستيتيوت أوف تكنولوجي) التابع لجامعة كامبردج سنة 1990.

وبدأ السيد التراب مساره المهني سنة 1983 محللا لمنظومات النقل بشركة “بيشتيل سيفيل أند مينرالز انكربورايشن” بسان فرانسيسكو (كاليفورنيا) قبل أن يعمل مستشارا لدى مختبر “درابير”التابع لجامعة كامبردج، كما عمل بين سنتي 1990 و 1992 أستاذا بشعبة علوم القرار وأنساق الهندسة المدنية والبيئية بمعهد “رينسيلاير بوليتيكنيك” بنيويورك.

وفي سنة 1992 تم تعيين السيد التراب مكلفا بمهمة في الديوان الملكي من قبل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، قبل أن يعين سنة 1995 كاتبا عاما للكتابة التنفيذية للقمة الإقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وفي سنة 1998 تقلد السيد التراب منصب مدير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ليشغل بعد ذلك منصب خبير في البنك الدولي.

وفي فبراير 2006، تم تعيين السيد مصطفى التراب من قبل جلالة الملك محمد السادس مديرا عاما للمكتب الشريف للفوسفاط الذي يديره حاليا بصفته رئيسا مديرا عاما وذلك منذ تحوله إلى شركة مجهولة الاسم في يونيو 2008.

وفي يونيو 2019، تم انتخاب السيد مصطفى التراب رئيسا للاتحاد الدولي للأسمدة، وهي منظمة عالمية تضم 480 عضوا متخصصا في صناعة الأسمدة يمثلون 68 بلدا، ليصبح أول مسؤول إفريقي يترأس هذه الهيئة، كما يتولى رئاسة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

كيف ساهمت دبلوماسية الفوسفاط في دعم الدبلوماسية الموازية للوطن ..؟

لقد كان المقال مجحفا في التطرق للدور الريادي الذي لعبه التراب في دعم الدبلوماسية الموازية للمملكة، واصفا المكتب بالشركة الغامضة التي تفتقر لرؤية استراتيجية دون تقديم أي قيمة مضافة، على النقيض من ذلك فالمغرب سخر احتياطاته ‌الضخمة من ثروته المعدنية الفوسفاط، لتعزيز قوته على الصعيد الدبلوماسي، وهو ما جعل المغرب يلعب دورا دبلوماسيا مهما في العالم، من خلال ثروة الفوسفاط، لربط علاقات قوية مع عدد من دول العالم، وخصوصا دول جنوب الصحراء، فبفضل دبلوماسية الفوسفاط حققت المملكة المغربية الريادة على مستوى القارة الإفريقية خاصة الشق المرتبط بالآمن الغذائي، وتسهيل ولولج الفلاحين إلى الأسمدة عبر تشييد محطات للإنتاج بالعديد من دول جنوب الصحراء أبرزها إثيوبيا ونيجيريا.

وهو ما يجسد بالملموس الدور الأساسي الذي لعبه الفوسفاط في السياسة الخارجية للوطن، ففي سنة 2023 وضعت المجلة النيجيرية “ذا نيو أفريكا” مصطفى التراب ضمن قائمة أبرز 100 قائد، وكتبت المجلة النيجيرية “نحن فخورون بالاحتفاء بإرث قادة بارزين ساهموا في تشكيل القارة الإفريقية من خلال التزامهم الثابت بالتقدم والوحدة، تاركين بصمة لا تمحى على مجرى التاريخ”.

وأضافت أنه “ضمن هؤلاء الرواد مصطفى التراب، رجل الأعمال المغربي والرئيس المدير العام للشركة العمومية المغربية لاستخراج الفوسفاط”.

الملك راض على مصطفى التراب

نشرت جريدة اليوم24 الإلكترونية، مقال يحمل عنوان “الملك راض على مصطفى التراب” بتاريخ 20 غشت 2024، وجاء فيه: أن الملك محمد السادس قدم المكتب الوطني الشريف للفوسفاط كأحسن مؤسسة اقتصادية تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، مؤكدا أن جاذبية الاقتصاد الوطني تعززت بفضل الجهود المتواصلة لتحسين مناخ الأعمال.

مضيفة أن الملك، اعتبر مجموعة المكتب الوطني الشريف للفوسفاط  نموذج في المجال، لما تتوفر عليه من استراتيجيات وطنية ودولية ناجعة، ووضوح الرؤية وحسن التدبير والنجاعة، وهو ما أكد انخراط المغرب في السوق العالمي للفوسفاط.

حملة هوجاء ضد مصطفى التراب تغرد خارج السرب

يتضح بالملموس، وخاصة بالنسبة لساكنة المدن الفوسفاطية، وشغيلتها، أن الحملة الإعلامية المغرضة تغرد خارج سرب همومهم، وتطلعاتهم عبر الإجحاف في ذكر العديد من المنجزات التي حققها مصطفى التراب على راس إدارة التُراب، وعدم التطرق لتطلعاتهم وملفاتهم المطلبية المشروعة، المرتبطة بالسكن الوظيفي، التقاعد، الخدمات الاجتماعية، التوظيف، الصحة والسلامة المهنية …

Copyright © 2024