✍أشرف لكنيزي
سقط اولمبيك خريبكة للهواة، بعد الهزيمة اليوم بعقر الدار أمام ضيفه يوسفية برشيد، الذي دق أخر مسمار في نعش الفريق الفوسفاطي، وسقط معه مجدٌ عُمرُه يقارب مئة سنة، سقطت لوصيكا، لا لأن الهزائم أنهكتها، بل لأن المكاتب التي تعاقبت على تسييرها نحرتها، وخيبات الرؤساء المتعاقبين خذلوها، والمكتب الشريف للفوسفاط مؤسسها أهملها، وسمح فيها لمن أرادوا بها سوءا، وسط المكائد ..، فالتاريخ لن ينسى عدة وقائع لعل أبرزها واقعة ساحة المجاهدين، حين تم تجييش أبناء المدينة والتغرير بهم في وقفة احتجاجية من أجل المطالبة برحيل إدارة المكتب الشريف للفوسفاط .. وبعدها العديد من الأسماء التي أعطت الكثير للنادي، حتى رئيس عصبة تادلة آن ذاك وأحد المسيرين البارزين في تاريخ النادي لم يسلم من خبثهم المرحوم أحمد الشهبي.
ففريق أولمبيك خريبكة، لم يكن يوماً مجرد نادي رياضي، بل ذاكرة مدينة، ونبض الجماهير بمختلف فئاتها العمرية من الأطفال إلى الشيوخ، داخل وخارج أرض الوطن، في أرجاء المعمور يرفرف علم فريق من رحم الفوسفاط وُلد، وعلى أكتاف العمال الكادحين نهض، وبين قلوب الجماهير تربى، وبلغ المجد حين توج بطلا لكاس العرب على حساب الفيصلي الأردني، ثنائية الكأس والبطولة موسم 2006–2007، وكأس العرش موسم 2015، ووصيف البطولة والكأس في عدة مرات.. سنوات من العز والكرامة، جعلت من “لوصيكا” رمزاً وطنياً يُضرب به المثل في التحدي والصعود من رحم المعاناة.
لكن، جاء زمن العبث…زمن الاجتماعات الشكلية، والوعود الفارغة، والميزانيات المهدورة، زمن جلس فيه المسؤولون على الكراسي الفخمة، بينما جلس الفريق على حافة الهاوية، مكاتب مسيرة أفرغت خزينة النادي، وراكمت الفشل دون حسيب ولا رقيب ..، اختفت الشفافية، وغابت المساءلة، فانهار الفريق وسقط إلى قسم الهواة، في مشهد لا يجسد فقط فشلا رياضيا، بل سقوطا لأخِرِ مُتنفسَ في هذا الإقليم التَعِيس، الذي شاءت الصدف أن يغادر ممثلوه في البطولة الاحترافية انوي في قسمها الثاني مكانتهم اليوم الأربعاء 14 ماي بشكل رسمي، ويلتحقوا بركب فرق الهواة ..
اليوم، لا نبكي على الهزيمة… بل نبكي على خيانة من كان يفترض فيهم الحماية، نبكي على قدر المدينة، ودموع الجماهير، وغياب العدالة الرياضية، أولمبيك خريبكة لا يحتاج صدقات، بل ثورة حقيقية في التسيير، ومحاسبة علنية، ومشروع نابع من قلب المدينة لا من دهاليز الصفقات، والتدقيق في ميزانيات نهبت، وشيكات وقعت بدون موجب حق ..
مدينة خريبكة اليوم، تطالب الضمائر الحية، بضرورة تفعيل المحاسبة مع جميع المكاتب المتورطة في نهب ميزانية أولمبيك خريبكة، بعدما فقدنا الآمل في المنخرطين أو “الدمى المتحركة” التي صوتت على تقريرين ماليين يشوبهما العديد من الخروقات الجسيمة.
ولفصيل الاشباح نقول: لا تتركوا الفريق وحيداً… فمن خانوكم عابرون، أما أنتم، فأنتم الأصل، أنتم الباقون.
Copyright © 2024