غياب النقل المدرسي يودي بحياة تلميذ في تنگرفا: مأساة تهز سيدي إفني

تنگرفا – سيدي إفني: الحسين منصوري

في مشهد مأساوي ينكأ جراح واقع النقل المدرسي المتردي في عدد من مناطق المغرب القروية، ودّعت ساكنة تنگرفا، التابعة لإقليم سيدي إفني، يوم أمس الثلاثاء 27 ماي الجاري، تلميذاً في مقتبل العمر لقي حتفه في حادثة سير مروعة، بينما كان يحاول الوصول إلى مؤسسته التعليمية عبر “الأوطو ستوب“، في غياب وسائل نقل مدرسي منتظمة وآمنة.

وأفادت مصادر محلية لجريدة التميز ميديا الإلكترونية، فإن التلميذ، المعروف في أوساط زملائه ومعلميه بأخلاقه العالية وحبه للتعلم، اضطر إلى التنقل بشكل عشوائي ومخاطر من أجل الوصول إلى مدرسته، قبل أن توافيه المنية في حادث مأساوي هزّ مشاعر الساكنة، وأثار موجة من الغضب والاستياء تجاه استمرار معاناة تلاميذ العالم القروي مع النقل المدرسي.

وقد جرت مراسم تشييع جثمان الفقيد في أجواء يطغى عليها الحزن العميق والمشاعر المختلطة، حيث احتشد العشرات من أبناء المنطقة، رفقة أسرته وأصدقائه، لتوديع من اعتُبر مثالًا للانضباط والاجتهاد، وسط تساؤلات حارقة حول من يتحمّل مسؤولية هذه الفاجعة.

هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول هشاشة البنية التحتية التعليمية في المناطق القروية، وخاصة ما يتعلق بخدمات النقل المدرسي، التي ما زالت تغيب عن عدد كبير من الدواوير والقرى، مما يدفع التلاميذ إلى سلوك طرق محفوفة بالمخاطر من أجل متابعة دراستهم.

“هل يجب أن يدفع أطفال القرى حياتهم ثمناً لطلب العلم..؟” سؤال بات يفرض نفسه بإلحاح، في انتظار تحرك فعلي من الجهات المسؤولة لتوفير الحد الأدنى من شروط السلامة والكرامة لتلاميذ المناطق النائية.

 

Copyright © 2024