نجيب مصباح –
انخرطت ساكنة مدينة خريبكة بكثافة في حملة للتبرع بالدم نظمتها جمعية رجاء الخير، برئاسة الفاعلة الجمعوية رجاء تومة، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة وبتعاون مع الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 يونيو الجاري، تخليدا لليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف 14 يونيو من كل سنة.
وتأتي هذه المبادرة الإنسانية على هامش فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المنظم من طرف جهة بني ملال-خنيفرة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في الفترة ما بين 15 و22 يونيو الجاري.
عرفت الحملة الطبية مشاركة نخبة من الأطباء ذوي الخبرة، من بينهم الدكتور ياسين لكنيزي والماجورة- الممرضة نادية اصغير، (أطباء متخصصين من بنك الدم)، إلى جانب الدكتور حكيم شميش، الطبيب الرئيسي ببنك الدم. وقد ساهم، أيضا في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية طاقم تمريضي متمرس، يتميز بكفاءة عالية وحس مهني وإنساني رفيع.
وقد ساهم في إنجاح هذه الحملة بشكل كبير السلطات المحلية بخريبكة، وعلى رأسها السيد محمد أهناني باشا المدينة، والسيد عبد المومن شماع رئيس المنطقة الحضرية الأولى، وقائد السيد محمد قيدور، إلى جانب أعوان السلطة، وعناصر الأمن الوطني، وفعاليات جمعوية من الهلال الأحمر المغربي، الذين ساهموا في تنظيم وتأطير الحملة، وضمان ظروف استقبال سلسة وآمنة للمتبرعين.
وتهدف الحملة إلى تعبئة أكبر عدد ممكن من المتبرعين، للمساهمة في تعزيز المخزون الجهوي من الدم، خاصة في ظل تزايد الطلب خلال فصل الصيف الذي يشهد عادة تراجعاً في نسبة التبرعات بفعل العطلة السنوية.
وفي تصريح لها، أكدت رئيسة الجمعية رجاء تومة أن الهدف من الحملة هو دعم المخزون الإقليمي من الدم، معتبرة أن التبرع بالدم يجب أن يتحول إلى سلوك مواطن منتظم، يكرّس قيم التضامن الإنساني ويعزز روح المسؤولية الجماعية، مؤكدة أن الحملة، سجلت خلال يوميها، حصيلة مشجعة بلغت 104 كيس دم، في وقت أعرب فيه المنظمون عن تطلعهم لتحقيق نتائج أكبر، لولا تأثير الظروف المناخية التي حالت دون مشاركة أوسع.
ومن جانبه، قال الدكتور ياسين لكنيزي، عن طبيب ببنك الدم بمستشفى خريبكة، إن الحملة “تُترجم انخراط المجتمع المدني في دعم جهود وزارة الصحة لتأمين مخزون كاف وآمن من أكياس الدم، خصوصا في الفترات التي تعرف ضغطا كبيرا على وحدات التزويد، كما هو الحال في فصل الصيف”.
وأضاف ذات المتحدث، أن “التبرع المنتظم يساهم في إنقاذ آلاف الأرواح سنويا، ويتطلب تضافر جهود الجميع“.لاسيما أن هذه الحملة تندرج ضمن سلسلة من الأنشطة التضامنية التي تضع الإنسان في قلب الأولويات المجتمعية، وتراهن على التحسيس والتطوع كوسيلة لضمان الأمن الصحي للمواطنين.
بدوره، أكد الدكتور حكيم شميش، الطبيب الرئيسي ببنك الدم بمستفى الحسن الثاني الاقليمي بخريبكة، أن الحملة “تشكل نموذجا ناجحا للتعاون بين مختلف الفاعلين المحليين والجهويين من أجل ضمان استمرارية التزود بهذه المادة الحيوية“، مشيرا إلى أن “ثقافة التبرع بالدم لا تزال في حاجة إلى مزيد من التحفيز والتوعية، حتى تصبح ممارسة تلقائية لدى المواطن“.
وأكد الدكتور شميش أن هذه المبادرة إلى نشر ثقافة التبرع المنتظم، وتوعية المواطنين بأهمية هذه الخطوة، ليس فقط في إنقاذ أرواح المحتاجين، بل أيضاً لما لها من فوائد صحية على المتبرع نفسه.
Copyright © 2024