موسم حج 1446 هـ .. نجاح مبهر وتنظيم استثنائي يُجسد عناية المملكة بضيوف الرحمن

أشرف لكنيزي- 

شهد موسم الحج لسنة 1446 هـ / 2025 م نجاحًا باهرًا وتنظيمًا استثنائيًا، مكّن أكثر من 1.673.230 حاج من أداء مناسكهم في أمن وطمأنينة ويسر، وهو ثمرة جهود متكاملة بين كافة المؤسسات والقطاعات بالمملكة العربية السعودية، بقيادة وزارة الحج والعمرة، وبدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله.

هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا التوجيهات السامية، والتخطيط المحكم، والتنفيذ الدقيق للخطط الأمنية، الصحية، والخدمية، إضافة إلى كرم الضيافة، وسخاء الاستقبال، والبنية التحتية المتطورة في الحرم المكي، وعرفات، ومنى، مما جعل من هذه الرحلة الإيمانية تجربة روحانية استثنائية.

وفي إطار هذه المنظومة المتكاملة، أدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية دورًا رياديًا في تأطير ومواكبة الحجاج المغاربة، من خلال حضور دائم ومواكبة ميدانية في مختلف المناسك، حيث وفرت بعثة التأطير المغربية الظروف المثالية لحجاج المملكة، سواء من حيث التنظيم أو الإرشاد أو الجانب الروحي والديني. وقد كان دورها محوريًا في الحفاظ على تماسك وتنظيم الوفد المغربي.

من جهتها، قدّمت وزارة الحج والعمرة السعودية خدمات رائدة عززت من جودة الموسم، وشكلت نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود والخدمات اللوجستية، بدءًا من الاستقبال في المنافذ، مرورًا بالتنقلات الآمنة، ووصولًا إلى خدمات الإقامة الفندقية والمطاعم والنقل وقطار المشاعر، في أجواء مفعمة بالأمن والسكينة.

وتنوعت الخدمات لتشمل الرعاية الصحية المتقدمة، عبر مراكز صحية ومستشفيات متنقلة مزوّدة بأحدث التجهيزات، علاوة على ذلك تم جندت المملكة العربية السعودية، طاقماً طبياً وتمريضياً متميزاً يتمتع بالكفاءة العلمية والمهنية، إلى جانب حس أخلاقي وإنساني رفيع، حيث يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لخدمة ضيوف الرحمن، عبر تقديم الفحوصات الطبية، وتوفير الاستشارات الصحية، وصرف الأدوية بالمجان، وذلك سعياً لضمان سلامة الحجاج وراحتهم طوال فترة أدائهم المناسك، وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة لهم وفق أعلى المعايير الصحية العالمية.

ومن دواعي الفخر والامتنان الشخصي، أن أكون من بين المنعمين بأداء هذه الفريضة في سن مبكرة، رفقة الوالدة وزوجة عمي، وهي نعمة عظيمة لا توصف، تملأ القلب بخشوع وامتنان، ولا يفوتني أن أوجه شكرًا خاصًا لوكالة أسفار خريبكة التي سهرت على تأطيرنا ووفرت لنا كل سبل الراحة والخدمات اللوجستية، مما سهل علينا أداء المناسك بسلاسة،  وشركة رواف منى لخدمات الحجاج « RAWAF MINA » في شخص رئيسها التنفيذي السيد زهير بن عبد الحميد سدايو، الذي وفق شخصيا على جميع الخدمات المقدمة من الشركة لحجاج المملكة، والمتمثلة الضيافة، والوحدات الفندقية “فندق زوار البيت بمكة” وفندق “رويال إعمال بالمدينة المنورة”، والتنقل عبر توفير حافلات حديثة، وسائقين محترفين.

وما لمسه الحجاج من روحانية وسكينة، وتنقل سلس بين المشاعر، ما هو إلا انعكاس لحرص المملكة على خدمة ضيوف الرحمن، وهو شرف عظيم تسعى إليه بكل ما أوتيت من عزم وتفانٍ، وقد أثنى العديد من الحاجات والحجاج على ما شهدوه من حسن التنظيم، والتوسعات الكبيرة في الحرمين الشريفين، وتعاون جميع الجهات، كما لا ندع الفرصة تمر دون أن نتقدم بكل عبارات التقدير والامتنان لرجال الأمن السعودي على جهودهم المباركة ومساهمتهم الكبيرة في إنجاح موسم الحج وتنظيمه على أكمل وجه، لقد سهروا على راحة الحجاج وضمان سلامتهم، وتعاملوا معهم بكل احترافية وحسن خلق، مجسدين صورة مشرفة عن مملكة الإنسانية، نسأل الله أن يحفظهم ويوفّقهم، ويكتب لهم الأجر على ما يقدمونه من عمل جليل وخدمة مخلصة لضيوف الرحمن.

ويطيب لنا، في ختام هذا الموسم المميز، أن نرفع أسمى آيات الدعاء بالشفاء العاجل لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على ما تحقق من إنجاز عظيم لخدمة الإسلام والمسلمين، ونسأل الله أن يديم على المملكة العربية السعودية نعمة الأمن والأمان، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، ويجزي خير الجزاء كل من سهر وساهم في خدمة ضيوف الرحمن، وأن يعيده علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، بالخير واليمن والبركات.

Copyright © 2024