القوات المساعدة ..نموذج حي للانخراط الوطني عبر حملات التبرع بالدم

أشرف لكنيزي-
على غرار باقي مدن المملكة، تواصل عناصر القوات المساعدة بخريبكة، بمختلف وحداتها وتشكيلاتها، تقديم نموذج متميز للانخراط الوطني والعمل التضامني، مكرسة مبدأ المواطنة الفاعلة، ومؤكدة على القيم النبيلة التي تحملها هذه المؤسسة العريقة، وذلك من خلال مساهمتها الدائمة والمنظمة في حملات التبرع بالدم، المنظمة من طرف مركز تحاقن الدم بالمستشفى الاقليمي الحسن الثاني بخريبكة على مدار السنة، سواء داخل المستشفى او من خلال الوحدات الطبية المتنقلة.
فالقوات المساعدة، التي عرفت على الدوام بجهودها الحثيثة للحفاظ على الأمن وتنظيم الحياة العامة، تتجاوز دورها التقليدي لتثبت حضورها القوي على الساحة الاجتماعية، حيث أصبحت عنصرا ثابتا وحاضرا بقوة في المبادرات الإنسانية، وعلى رأسها حملات التبرع بالدم، التي تشكل طوق نجاة لآلاف المرضى والمصابين.
فانخراط القوات المساعدة، في حملات التبرع بالدم ينم عن سلوك حضاري والتزام إنساني، تنخرط فيها عناصر القوات المساعدة بانتظام وحماس، مجسدين قيم التضحية ونكران الذات، حيث يقف أفراد هذه المؤسسة الوطنية، نساء ورجالا، صفا واحدا من أجل تلبية النداء الوطني بكل عفوية وحس إنساني.
وهذا السلوك ليس بالغريب، على عناصر القوات المساعدة، التي اعتادت مواجهة أصعب الظروف ميدانيا، أن تلتزم كذلك بإنقاذ الأرواح عبر هذه المبادرة الصحية النبيلة، التي تساهم بشكل مباشر في تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، وتنقذ مئات الأرواح يوميا.
الدكتور حكيم شميش رئيس مركز تحافن الدم بخريبكة، اشاد في تصريح لجريدة «التميز ميديا» الإلكترونية بـ “مستوى التنظيم والانخراط الكبير الذي تتم به هذه الحملات، حيث تؤطرها القيادة المحلية للقوات المساعدة بتنسيق محكم، وفي إطار شراكة بناءة مع مركز تحاقن الدم، مما يسهل عملية التواصل وضبط مواعيد التبرع، ويضمن مشاركة واسعة وفعالة للعناصر على اختلاف رتبهم”.
وأضاف المصرح أن “الرسالة الإنسانية تتجاوز حدود المهام اليومية، ليس التبرع بالدم لدى عناصر القوات المساعدة مجرد عمل فردي، بل هو رسالة جماعية تؤكد على القيم التي تأسست عليها هذه المؤسسة، من حب الوطن وحماية المواطن، إلى التضحية من أجل حياة الآخرين، فحضورهم المنتظم وحماسهم الكبير أثناء هذه الحملات، يشهد على الارتباط الوثيق بينهم وبين محيطهم الاجتماعي، ويكرس الدور المحوري الذي يلعبونه ضمن نسيج المجتمع المغربي”.
ونوه الدكتور حكيم شميش، في ختام تصريحه “بالمجهودات الجبارة التي تبذلها القوات المساعدة، مشيرا إلى أثرها الكبير في تعزيز مخزون الدم الوطني، وضمان جاهزيته لمواجهة كل الحالات الصحية الطارئة، لاسيما أثناء المناسبات الوطنية والدينية، وفي فصل الصيف الدي يعرف نقصا حادا على مستوى هذه المادة الحيوية”.

Copyright © 2024