المختلون العقليون يتحولون إلى «قنابل موقوتة» ببوجنيبة

أشرف لكنيزي-
أصبحت شوارع مدينة بوجنيبة، المدينة المنجمية الهادئة، مسرحاً لحالات متكررة من الرعب والفوضى، بسبب الانتشار المقلق للمرضى النفسيين والمختلين عقلياً، مشاهد العبث، والتجوال العشوائي، والاعتداءات الجسدية، لم تعد استثناءً، بل تحوّلت إلى واقع يومي يؤرق بال الساكنة ويهدد سلامتها الجسدية والنفسية.
آخر هذه الوقائع المثيرة للقلق، اعتداء أحد المختلين عقليا صباح اليوم الأحد، على صاحب محل تجاري، متسبباً له في إصابات استدعت نقله بشكل استعجالي إلى قسم المستعجلات.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل سجّلت في وقت سابق حادثة خطيرة أخرى، حين أقدم شخص مختل على إضرام النار داخل أحد المنازل، في مشهد كاد يتحول إلى كارثة لولا التدخل السريع لعناصر الوقاية المدنية.
وسط هذه التطورات المتسارعة، دقّت ساكنة بوجنيبة ناقوس الخطر، ورفعت صوتها مطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية، لوضع حد لهذا الانفلات غير المسبوق، ووضع خطة عاجلة لمعالجة الظاهرة، والبحث عن مسبباتها النفسية والاجتماعية، في ظل غياب بنيات استقبال لائقة ومراكز متخصصة في الصحة النفسية.
مطالب السكان لم تكن فقط لحماية السيدات والرجال، والطالبات والطلبة المتنقلين لمدينة خريبكة، بل لحماية المختلين أنفسهم من المصير المجهول، بعدما أصبحوا يتجولون دون رعاية، ودون تتبع طبي، في فضاء عام لا يرحم.

Copyright © 2024