أشرف لكنيزي-
ألقى الأستاذ عبد الله منثوران، إمام وخطيب مسجد الإمام مالك بمدينة خريبكة، خطبة الجمعة ليوم 29 محرم 1447 هـ الموافق لـ25 يوليوز 2025، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين. وتمحورت خطبته حول رمزية عيد العرش المجيد كمناسبة وطنية وروحية لتجديد البيعة والولاء لإمارة المؤمنين، والتأكيد على الثوابت التي تجمع المغاربة وتضمن استقرارهم ووحدتهم.
وأكد الإمام في مستهل خطبته أن نعمة إمارة المؤمنين هي من أعظم ما أنعم الله به على المغرب، كونها ناظمة للثوابت الدينية والوطنية، وموحدة للصفوف، وحامية للدين والوطن، مبرزًا أن هذا النظام الشرعي المستند إلى البيعة هو امتداد لخلافة النبوة في الأمة، كما قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ، يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).
وشدد الخطيب على أن البيعة الشرعية واجبة دينيًا، وتتطلب الالتزام بالسمع والطاعة، ولزوم الجماعة، ونبذ كل أشكال الفتنة والفرقة والعصبية، واستشهد في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من خرج من الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتى يراجع”، مبرزًا أن صون وحدة الصف والدعاء للإمام والدفاع عن كيان الأمة من صميم الإيمان ومقاصده الكبرى.
وفي تفاعله مع الذكرى المجيدة، دعا الأستاذ منثوران إلى استحضار دلالات عيد العرش كمناسبة تتجاوز الاحتفالية الشكلية، لتكون محطة للتأمل في نعم الاستقرار والتلاحم التي ينعم بها المغرب، بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، مشيرًا إلى أن البيعة المتجددة كل عام تترجم عمق التعلق الشعبي بالمؤسسة الملكية، وتجسد وحدة الدين والوطن.
كما توجه بالدعاء إلى العلي القدير أن ينصر جلالة الملك، ويحفظه في حلّه وترحاله، ويقرّ عينه بولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصنوه الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، ولم يفت الإمام أن يترحم على روحي المغفور لهما الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، اعترافًا بإسهاماتهما الجليلة في بناء المغرب الحديث.
واختتم الإمام خطبته بالدعوة إلى شكر الله على نعمة إمارة المؤمنين، والحرص على أداء واجب البيعة قولاً وعملاً، وتعزيز قيم التضامن الوطني، والتشبث بالمرجعيات الدينية والوطنية الجامعة.
Copyright © 2024