أشرف لكنيزي-
في مشهد عبثي يُختزل فيه غياب المراقبة وتراخي بعض الجهات المعنية، تحوّل شارع “شوفوني” المجاور لسوق السمك بمدينة خريبكة، إلى فضاء مفتوح لبيع السمك في ظروف غير صحية ومقززة، وسط أكوام الأزبال وروائح كريهة تخنق الساكنة.
الصورة التي توصلنا بها من أحد المواطنين، التُقطت قرابة منتصف ليلة السبت – الأحد، وتُظهر صناديق سمك مبعثرة على الأرض، دون أي احترام لشروط السلامة أو النظافة، في مشهد لا يشرف المدينة ولا يحترم كرامة السكان ولا حقوق المستهلك.
هذا الوضع ليس جديدًا، فالساكنة المجاورة لسوق السمك سبق أن رفعت شكاية رسمية موقعة من طرف 100 شخص إلى كل من: عامل إقليم خريبكة، السيد هشام العلوي المدغري، ورئيس المجلس الجماعي، السيد امحمد أزكراني، وقد تم وضع الشكاية، من طرفي شخصيًا، بتاريخ 17 يوليوز 2025، بمكتبي الضبط بعمالة الإقليم والمجلس الجماعي.
بعد أسبوع، توصلنا برد من رئيس المجلس الجماعي، الذي أعطى تعليماته للمصالح التقنية المختصة بضرورة إصلاح المرفق وتنظيفه، بعد أن ثبت فعلاً تسبب السوق في انبعاث روائح كريهة وانتشار القوارض.
لكن، وعلى أرض الواقع، لا تزال الفوضى مستمرة: السمك يباع خارج السوق، والأزبال تحاصر المكان، وحاويات القمامة ممتلئة لحدّ الانفجار، خصوصًا في الأيام الموالية لنشاط السوق، مما يزيد من معاناة السكان.
الروائح لا تقف عند حدود السوق، بل تطال حتى مسجد الإمام مالك، حيث يضطر المصلّون، وخصوصًا في صلوات الفجر والظهر، إلى ارتداء كمامات واقية لأداء عباداتهم وسط أجواء لا تليق لا بالمصلين ولا بحرمة المسجد.
فمن يتحمل المسؤولية ..؟ السلطة المحلية؟ التي يفترض أن تمنع البيع خارج المرافق الرسمية..؟ شركة النظافة التي تتقاعس عن رفع الأزبال وتنظيف محيط السوق خاصة بعد انتهاء عملية البيع ..؟ أم أنه لا أحد معنيٌّ بالصحة العامة والحق في بيئة سليمة؟مطالب الساكنة واضحة: تنظيم السوق وإلزام الباعة باحترام الفضاء المخصص لبيع السمك، مع تنظيف دائم لمحيط السوق، وتكثيف حملات التعقيم خصوصًا في الصيف، ومعاقبة المخالفين وتحرير الملك العمومي من الفوضى والعشوائية.
فهل يتحرك عامل الإقليم لوضع حد لهذا العبث ..؟ أم أن معاناة الساكنة المجاورة لسوق السمك ستبقى ملفًا منسيًا ..؟
Copyright © 2024