خريبكة تختنق عطشا والأشباح يرفعون الصوت “المدينة تُقصى والماء يُغتال في صمت”

أشرف لكنيزي-
أصدرت التراس «غرين غوست» بلاغًا شديد اللهجة، عبر فيه عن غضب جماهيري واسع تجاه التدهور الخطير في قطاع الماء، محمّلا المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية والمنتخبين والإدارات المعنية. وجاء في بيان المجموعة، الذي تم نشره عبر الصفحة غرين زون على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “لم يعُد العطش مجرد أزمة عابرة، بل أصبح قدَرًا يوميًا يُلازم الآلاف، يُجبرهم على الانتظار في صمت، وسط لهيب الصيف، وانقطاع متكرر للماء دون سابق إنذار، أو حتى توضيح.”
ورفضت المجموعة الصمت الرسمي إزاء معاناة الساكنة، معتبرة أن ما يحصل هو “إهمال ممنهج” و”تجاهل مقيت لصوت الناس”، مستنكرة في الآن ذاته انشغال الجهات الوصية بتنظيم أنشطة استعراضية بدل معالجة أولويات المواطنين.
وفي خطوة احتجاجية رمزية، نظمت المجموعة وقفة أمام إحدى المنصات التي أُعدت للاحتفال، رافعةً شعارًا لافتًا: “انقطاع الماء وسط الهجير بلا تواصل ولا تبرير”، مؤكدة أن “الهجير” في هذا السياق لا يعني فقط وقت الظهيرة، بل رمزٌ لمعاناة مضاعفة تحت شمس لا ترحم، في غياب الماء، والصوت، وحتى مجرد الاعتذار.
وجاء في البيان أيضًا “هذه رسالة كُتبت بالحزن، باسم الأمهات اللواتي يُدبرن قطرات الماء في صمت، باسم الأطفال الذين استيقظوا مرارًا على صنابير جافة، وباسم الشرفاء الذين أرهقهم الانتظار وأحرقهم الصبر.”
وأضافت مجموعة غرين غوست أن المنطقة البيضاء والمنطقة الخضراء بخريبكة تعانيان من تهميش ممنهج، داعية إلى وضع حد لهذا الانفصال المؤسسي عن واقع المواطنين، “ليعلم الجميع أن هذه المدينة، التي تُهمّش في كل محطة، لن تبقى صامتة إلى الأبد”، تختم المجموعة بيانها برسالة قوية تحمل في طياتها إنذارًا بأن الصبر الشعبي له حدود، وأن خريبكة تستحق من يُصغي لها، لا من يغني فوق جراحها.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل غياب أي توضيحات رسمية حول أسباب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، وهو ما يزيد من منسوب الاحتقان، في وقت أصبحت فيه “الكرامة المائية” من أبسط حقوق العيش الكريم التي يطالب بها المواطن الخريبكي.

Copyright © 2024