التميز ميديا:
في الدورة التاسعة لملتقى الثقافة العربية، الذي واصل على مدار أكثر من 13 سنة إشعاعه الثقافي، أصر منتدى الآفاق على الوفاء لعادته في الجمع بين الفكر والثقافة والدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة المغربية. هذه الدورة، التي رفعت شعار “العبقرية الملكية… أكثر من ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي”، لم تكن فقط مناسبة للاحتفاء بالإنجازات، بل لحظة وفاء لرجل لن يتكرر… الراحل المناضل عياش المدني.
في كلمة مؤثرة، وصفت الأستاذة مليكة رشيدي زوجة الفقيد زوجها بأنه “أب، وأخ، ورفيق، وصديق، ومعلم، وذاكرة نضالية”، رجل حمل على عاتقه هموم النقابيين والحزبيين والمواطنين والمقاومين. كان قلبه مفتوحاً للجميع، وصدره يتسع لكل الآراء، وفكره متنور، ورأيه سديد، ومصداقيته راسخة أساسها الصدق والالتزام.
عياش المدني لم يكن سياسياً عادياً، بل مدرسة في الإيثار، يعطي بلا حدود، ويتعفف عن الأخذ. في عينيه كانت تقرأ مقولة: “أناس تقضى على أيديهم حوائج الناس”، وظل ثابتاً على مواقفه وقناعاته حتى آخر يوم في حياته.
من صفوف المقاومة الوطنية والحركة الوطنية في شبابه، إلى قيادة الاتحاد الاشتراكي كنائب برلماني، وكاتب إقليمي، وعضو مكتب سياسي، ومدير للجريدة العمالية الديمقراطية، ورئيس المجلس البلدي لخريبكة، ومدير للمهرجان الوطني للسينما الإفريقية… ظل عياش المدني رمزاً للشهامة، والكرامة، والنضال الصادق.
الفقيد عاش عزيزاً ومات كريماً، تاركاً وراءه مدرسة سياسية ونقابية واجتماعية، ورصيداً من المواقف التي سيكتب عنها التاريخ. كما ختمت الأستاذة مليكة الراشيدي كلمتها بشكر خاص للسيدة ياسمينة الحاج، رئيسة منتدى الآفاق، على هذا التكريم الذي اعتبرته عربون وفاء لرجل كان صلباً أمام العوائق، شرساً في الدفاع عن وطنه، ووفياً لشعبه حتى النهاية.
Copyright © 2024