داوود أولاد السيد يعرض «المرجا الزرقا» في مهرجان قرطاج

نجيب مصباح-

يشارك داود ولاد السيد في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة التي يمثل فيها المغرب، حيث سينافس إلى جانب مجموعة من الأفلام السينمائية البارزة، في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث اختارت إدارة المهرجان فيلم «المرجا الزرقا» للمنافسة ضمن أفلام الدورة الـ 35، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 21 دجنبر 2024، وهو اختيار اعتبره العديد من المغاربة مُستحقاً بالنسبة لسيرة مخرج استطاع أنْ يُقدّم الشيء الكثير للسينما المغربية وذاكرتها.

يحكي هذا الشريط، حسب مخرجه، قصة طفل كفيف يدعى “يوسف”، يبلغ من العمر 12سنة، فقد والديه وعمره لا يتجاوز 6 أشهر، فاضطر للعيش مع جدته وجده وسط قرية صحراوية حيث يشتغل جده سائق سيارة أجرة، وفي يوم من الأيام تقود الصدفة إلى مسامع الطفل “يوسف” تفاصيل حكاية يرويها جده عن أوروبيين مكفوفين قادمين من سويسرا متجهين صوب البحيرة الزرقاء في الصحراء، أملا في استرجاع نعمة البصر.

ينتمي داوود أولاد السيد، إلى فئةٍ قليلة من المخرجين السينمائيين الذين تشعر وأنت تُشاهد أفلامهم من التعدد الفني في ذواتهم. إذْ غالباً ما ينقلونك إلى عوالم مختلفة من الواقع ويسافرون بك في سماء الابداع والابتكار. وعلى مدار سنوات قدّم أولاد السيّد متناً سينمائياً مُذهلاً، سواء من ناحية الموضوع السينمائي الذي يشتغل عليه أو من الجوانب التقنية المُرتبطة بالكادر والألوان وحبكة السيناريو. كلّها عناصر فنّية تعطي لسينما أولاد السيد مكانة خاصّة داخل السينما المغربية وتزيد من وهجها وقيمتها بالنسبة للحداثة السينمائية المغربية. وإذا تأملنا مسار داوود أولاد السيّد سنجد أنّ مفهوم الهامش كان أحد تلك المفاهيم المركزيّة التي طالما اشتغل عليها المخرج وجعل منها أفقاً للتفكير في قضايا تطال الواقع. فالهامش هنا يحتل منزلة رفيعة، بل يكاد يكون عبارة عن مختبر بصري حقيقي يُتيح للمخرج إمكانات مذهلة للتأمّل وسرد حكايته والعمل على تجذريها داخل واقعه وسيرته وذاكرته الشخصية.

تأتي قيمة الاختيار في كون أيام قرطاج المسرحية، تُعتبر من اللحظات الهامّة داخل السينما العربية والتي يُعرض داخلها العديد من الأفلام السينمائية على اختلاف بلدانها وتباين أجناسها وألوانها، لكنّها تتقاطع وتتلاقى حول سينما مُلتزمة تهجس بالتغيير والتجريب. وإلى جانب أفلامه السينمائية عمل داوود أولاد السيد على إقامة العديد من المعارض الفوتوغرافية التي تبدو وكأنّها تجد ملامحها داخل الأفلام السينمائية. وذلك لأنّ فوتوغرافيا وأفلام أولاد السيّد تتشابهان من ناحية المنطلقات الفنية التي تجعلها تمشي وفق مسار واحد مع أفلامه السينمائية.

Copyright © 2024