✍️نجيب مصباح
تعيش مدينة خريبكة حالة من الغضب والتذمر بعد السقوط المدوي لنادي أولمبيك خريبكة إلى قسم الهواة، يوم الأمس الأربعاء 14 ماي، في مشهد صادم لأنصار الفريق الذي يحمل تاريخا عريقا في الكرة المغربية، وفي قلب هذه العاصفة، وُضِع المكتب الشريف للفوسفاط، الراعي التاريخي للنادي، في مرمى الانتقادات والاتهامات بالتخلي عن مسؤولياته في واحدة من أحلك فترات النادي، إلى جانب ذلك طالبت الجماهير والأنصار بتفعيل المحاسبة في حق المتورطين وربط المسؤولية بالمحاسبة، والضرب يد من حديد في حق كل من سولت له نفسه العبث بمالية الفريق، التي تشوبها تجاوزات خطير، تستدعي تدخل كل من السيد وكيل العام والمجلس الأعلى للحسابات على خط القضية، وفتح تحقيق فوري في الشكايات الموضوعة في هذا الشأن.
وجدير بالذكر هو أن المجمع الشريف للفوسفاط، قلص دعمه المالي للفريق من مليار و600 مليون سنتيم إلى 900 مليون سنتيم فقط، كما أنهى عددا من الامتيازات التي كانت توفر للنادي نوعا من الاستقرار، مثل خدمات النقل والسكن، فضلا عن سحب اسمه من على قميص الفريق، ما اعتُبر رسالة واضحة بالتنصل من الشراكة الرمزية والمادية التي جمعت الطرفين لسنوات.
وتساءلت الجماهير الخريبكية عن مضامين وبنود الاتفاقية التي توقع بين الطرفين، ولماذا تعد بمثابة وثيقة سرية، لا يعرفها إلى أصحاب الحال..؟
في هذا السياق، عبر جواد بنكيران، الكاتب الإداري للنادي، عن أسفه لما اعتبره «عملية ممنهجة لضرب استقرار الفريق»، حيث كتب في تدوينة مؤثرة توصلت جريدة التميز ميديا على نصها: «خفضوا الدعم، ألغوا المكتسبات، نزعوا الاسم من القميص، أجهزوا على الإدارة، وأدخلوا من لا علاقة لهم بالنادي إلا بالطموح في الوجاهة»، مضيفا: «أنا لا أملك سلطة المحاسبة، لكنني أملك الشجاعة للسؤال، والجرأة على الكلام. الرجولة لا تُختصر في الأوراق، بل في قول الحق».
ويعد أولمبيك خريبكة من الأندية العريقة في المغرب، حيث سبق له التتويج بلقب البطولة الوطنية، وكأس العرش، والبطولة العربية للأندية، إلى جانب مشاركات قارية مشرفة. غير أن سنوات التراجع الأخيرة، والتي بلغت ذروتها بالنزول إلى قسم الهواة، أثارت تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الفريق ومؤسساته الداعمة، وعلى رأسها OCP.
ورغم تحميل فئة من المتابعين مسؤولية الإخفاقات الأخيرة إلى الإدارة التقنية والتسييرية، إلا أن أغلب الأصوات تشير إلى أن الضربة القاضية تمثلت في تخلي المجمع الشريف للفوسفاط، المؤسسة الاقتصادية الأكبر في المدينة، عن دعم الفريق، على الرغم من التزامه التاريخي بالتنمية الاجتماعية والرياضية في مدينة يعتبر الفوسفاط شريانها الاقتصادي الأول.
اليوم، الشارع الخريبكي يغلي، والدعوات تتصاعد لمساءلة كل الأطراف المتورطة في هذا «الانهيار الرياضي»، مع مطالب متزايدة بإعادة الاعتبار لناد طالما شكل رمزا للفخر والانتماء داخل المدينة وخارجها.
Copyright © 2024