نجيب مصباح-
طنجة – في أجواء احتفالية مهيبة ووسط حضور وازن من كبار الفاعلين في منظومة العدالة، ألقى السيد هشام بلاوي رئيس النيابة العامة كلمة مؤثرة بمناسبة انعقاد الدورة 32 لمؤتمر جمعية هيئات المحامين بالمغرب، المنعقد بمدينة طنجة يوم 15 ماي 2025.
واستهل المسؤول القضائي كلمته بتحية تقدير وإجلال لكافة الحضور، مشيدًا بالدور الريادي الذي تضطلع به جمعية هيئات المحامين في صون استقلالية المهنة، ومعبّرًا عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الوطني الذي يشكل محطة بالغة الأهمية في تاريخ مهنة المحاماة بالمغرب.
وأشاد السيد رئيس النيابة العامة بالاختيار الموفق لشعار المؤتمر، مؤكداً على أن المحاماة ليست فقط مهنة، بل هي شريك أساسي في تحقيق العدالة، وهي أحد جناحيها إلى جانب القضاء. وأبرز أن العدالة تحلق بهذين الجناحين صوب آفاق أسمى في صيانة الحقوق والحريات وتحقيق المحاكمة العادلة، مستشهداً بالنطق الملكي السامي الذي أكد على التكامل العضوي بين أسرة الدفاع وأسرة القضاء في إقامة العدل.
كما توقف المتحدث عند البعد التاريخي للمؤتمر، مذكّرا بأن أول مؤتمر وطني للمحامين انعقد سنة 1962، أي منذ أكثر من ستة عقود، واصفًا مسيرة المحامين المغاربة بأنها غنية بالنضالات والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الوطن والعدالة والإنسان.
وفي سياق حديثه عن التحديات الراهنة، أشار رئيس النيابة العامة إلى أن مهنة المحاماة تواجه اليوم تحولات متسارعة بفعل العولمة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، مما يستدعي هيكلة حديثة تحافظ على استقلالية المهنة وتؤهلها لمواكبة التطورات، استلهامًا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الشأن.
ودعا إلى تعزيز التعاون بين مختلف مكونات العدالة لكتابة تاريخ مشرف للعدالة المغربية، مؤكدا تجند قضاة النيابة العامة لصيانة حقوق الدفاع وممارسة المهنة في إطار القانون، منوها بالجهود الجبارة التي يبذلها المحامون لخدمة العدالة وحقوق المواطنين.
وفي ختام كلمته، جدّد السيد رئيس النيابة العامة شكره لجمعية هيئات المحامين على الدعوة الكريمة، وللسيد نقيب هيئة طنجة على حسن التنظيم، متمنياً النجاح لأشغال المؤتمر وأن تخرج بتوصيات تدعم مسار العدالة وتعزز استقلالية
Copyright © 2024