تحرك السلطات في خريبكة..غضب سلطوي ووقف الانتدابات وفسخ العقود وتجميد الدعم للوصيكا

✍️ نجيب مصباح-

في خطوة غير مسبوقة، فجرت السلطات الإقليمية والمحلية بمدينة خريبكة غضبها في وجه مسؤولي فريق أولمبيك خريبكة، عقب السقوط المدوي للفريق إلى قسم الهواة، في ما اعتبرته مصادر مطلعة “نكسة كروية” تهدد تاريخ النادي العريق وتُسائل طريقة تسييره خلال السنوات الأخيرة.

اجتماع طارئ بمقر العمالة

وعلمت جريدة التميز ميديا الإلكترونية، من مصادر موثوقة، أن اجتماعا عاجلا عُقد يوم الجمعة 30 ماي بمقر عمالة خريبكة، حضره كل من السيد محمد أهناني، باشا المدينة، والسيد يونس الراجي، رئيس قسم الشؤون العامة بالعمالة.

الاجتماع، الذي جاء في أعقاب توالي نتائج الفريق الكارثية، عرف توجيه انتقادات لاذعة لكل من الحبيب لكنوزي، رئيس جمعية أولمبيك خريبكة، وسعيد حمار، رئيس شركة “أفسي خريبكة”، بسبب ما وصفه المجتمعون بـ”سوء تدبير المرحلة” و”العشوائية التي رافقت التسيير المالي والإداري“.

مطالب واضحــة وتنحي فوري

مصادر الجريدة، كشفت أن السلطات طالبت الطرفين بـالتنحي الفوري عن تدبير شؤون النادي، وفسح المجال أمام لجنة مؤقتة تتولى تسيير الفريق في هذه المرحلة الحرجة، في أفق إعادة ترتيب البيت الداخلي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صورة النادي وتاريخه.

إجـــــــــــــراءات استعجالية

من بين أبرز القرارات والمخرجات التي تمخض عنها الاجتماع:

  • مطالبة المسؤولين بإعداد تقرير مفصل عن وضعية اللاعبين، من حيث المستحقات المالية وعدد اللاعبين المتبقين داخل الفريق، وذلك قبل يوم  الأربعاء 04 ماي الجاري على أبعد تقدير.
  • وقف كل أشكال الانتدابات أو فسخ العقود خلال هذه المرحلة الانتقالية العصيبة، إلا بعد موافقة السلطات.
  • منع التصرف في الموارد المالية التي ستُضخ في ميزانية الفريق، والمقدّرة بــــ200 مليون سنتيم، مقسمة على: ( 100 مليون سنتيم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم 100 مليون سنتيم من المجمع الشريف للفوسفاط ).

وشددت السلطات في شخص كل من السيد باشا المدينة والسيد رئيس قسم الشؤون العامة باسم السيد عامل الإقليم هشام العلوي المدغري، على عدم صرف هذه الأموال في أي وجهة أو عملية مالية كيفما كانت، إلى حين تشكيل لجنة التسيير المؤقتة وضمان الشفافية الكاملة في تدبيرها.

تدخل غير مألوف.. لكنـــــــه مبرر

ويُعد هذا التدخل من طرف السلطة غير معتاد في الشأن الرياضي المحلي، لكنه جاء نتيجة حتمية لانهيار الفريق وسوء تدبير موارده، الأمر الذي دفع السلطات إلى التدخل العاجل لتفادي مزيد من الضرر، وحماية ما تبقى من صورة النادي، وحفاضا لماء الوجه.

بداية مرحلـــــــــة جديــــــــــدة؟

تترقب جماهير “لوصيكا” ومجموعة ألتراس غرين غوست تطورات المرحلة المقبلة، وسط أمل في أن يشكل تدخل السلطة بداية فعلية لتصحيح المسار، وإعادة بناء الفريق على أسس مؤسساتية قوية.

أسئلة محرقة تفرض نفسها بإلحاح..؟

لم يكن السقوط الرياضي لأولمبيك خريبكة مجرد تعثر عابر في مسار فريق عريق، بل كان انعكاسا صارخا لسنوات من التسيير المرتجل، وغياب الشفافية، وتراكم الاختلالات التقنية والمالية.

ومع التدخل المفاجئ والحازم للسلطات الإقليمية والمحلية، بدأت خيوط الأزمة تتكشّف تدريجيا، لكن ذلك لا يمنع من طرح العديد من الأسئلة الجوهرية التي تلامس عمق الإشكال، وتتجاوز الأشخاص نحو مُساءلة البنية والمنهج.

فإذا كان تنحية بعض الوجوه الإدارية خطوة أولى، فإن الإنقاذ الحقيقي لن يتحقق دون تفكيك مسببات الانهيار، ومحاسبة من فرّط، وفهم ما جرى في الكواليس طيلة السنوات الماضية.

وفي هذا السياق، تبرز مجموعة من الأسئلة المحرقة، التي باتت تفرض نفسها، ليس فقط على المسؤولين، بل أيضا على الفاعلين الرياضيين، والجمهور، والرأي العام المحلي:

     – لماذا تشبّث الرئيس والجمعية بكرسي المسؤولية رغم فشلهما في التدبير..؟ رغم توالي النتائج السلبية، وغضب الشارع الخريبكي، والسقوط التاريخي إلى قسم الهواة، ظل رئيس جمعية أولمبيك خريبكة، ومعه رئيس الشركة الرياضية وباقي الأعضاء، متمسكين بمواقعهم داخل الفريق، في ما يُشبه “عنادا إداريا” يثير الكثير من علامات الاستفهام.

  • هذا الإصرار يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة:

– هل يتعلق الأمر بامتيازات مادية مرتبطة بتسيير الفريق..؟

– أم أن هناك مصالح شخصية أو علاقات ريعية تجعل من التخلي عن الكرسي مكلفا..؟

– هل هناك غياب للرقابة والمؤسسات الداخلية التي تُجبر المسؤول على الرحيل حين يفشل..؟

– أم أن ضعف البدائل وغياب مشروع بديل واضح، شجّع على الاستمرار في المنصب حتى بعد الفشل..؟

–  كيف تم صرف ميزانيات السنوات الماضية..؟ وهل هناك افتحاص مالي يوضح مصير ملايين السنتيمات التي دخلت خزينة النادي..؟

– ما مدى مسؤولية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تتبع طريقة صرف دعمها السنوي للفريق..؟

– هل لجنة التسيير المؤقتة ستكون مستقلة فعلا..؟ أم أنها ستحمل نفس الأسماء القديمة بثوب جديد..؟

– ما طبيعة العلاقة بين إدارة الفريق والمجمع الشريف للفوسفاط..؟ وهل كان الدعم المقدم مشروطا بالنتائج أو بمراقبة التدبير..؟

– هل يُعقل أن يسير نادٍ بحجم أولمبيك خريبكة بلا رؤية تقنية أو مالية واضحة طوال السنوات الأخيرة..؟

– لماذا غابت الكفاءات الرياضية الحقيقية عن مناصب القرار داخل الفريق..؟ وهل الإقصاء كان  ممنهجا ومتعمّدًا..؟

– ألم يكن من الأجدر حل الشركة الرياضية “أفسي خريبكة” بعد فشلها في تسيير النادي عوضًا عن الاكتفاء اختباء الأسماء المساهمين..؟

– ما دور مؤسسة المنخرط التي تعد العمود الفقري في وضع خارطة الطريق ومحاسبة كل متورط تشبوه شبهة الفساد..؟

Copyright © 2024