الصورة: من الصفحة الرسمية مجموعة «إلتراس غرين غوست»
نجيب مصباح –
في خطوة تصعيدية تعكس منسوب الغضب الجماهيري المتزايد، أصدرت مجموعة «إلتراس غرين غوست»، المساندة لفريق أولمبيك خريبكة، مساء يوم أمس الأحد 08 يونيو الجاري، بيانا شديد اللهجة تندد فيه بما وصفته بـــ «الانهيار التام» الذي يعيشه النادي على المستويين الإداري والرياضي، وتُحمل من خلاله المكتب المسير الحالي للفريق الخريبكي مسؤولية مباشرة عن الوضع الكارثي للفريق.
غياب رؤيــة وسوء تدبيــــــر
البيان، الذي حمل نبرة احتجاجية حازمة، رصد بالتفصيل حالة التسيب داخل الفريق، مشيرا إلى غياب العقود الرسمية للاعبين، وعدم وجود مدرب أو خطة تقنية واضحة، إلى جانب افتقار النادي إلى التجهيز البدني اللازم، في وقت يستعد فيه الفريق لخوض مباراة حاسمة في ربع نهائي كأس العرش، ويتهيأ لدخول موسم جديد في قسم الهواة.
دعوة للاستقالة ومهلة زمنية
ووجهت المجموعة إنذارا صريحا للمكتب المسير وإدارة شركة FCK، داعية إلى تقديم استقالة جماعية «فوريـــة»، ومنحته مهلة لا تتجاوز 15 يونيو 2025، مهددة باتخاذ «أساليب تصعيدية غير مسبوقة» في حال تجاهل هذا الإنذار، مع تحميل المعنيين كامل المسؤولية عن أي تبعات قد تترتب على التصعيد الجماهيري المحتمل.
المجمع الشريف للفوسفاط في قفص الاتهام
ولم يقتصر البيان على المكتب المسير، بل وجه انتقادات لاذعة إلى المجمع الشريف للفوسفاط، الذي اعتبرته المجموعة «المؤسس التاريخي والداعم الرئيسي للنادي»، متهمة إياه بالتقاعس عن التدخل، والاكتفاء بدور المتفرج في وقت بلغ فيه الفريق مرحلة حرجة تهدد تاريخه ومكانته.
واستنكر البيان ما وصفه بـ«التناقض الصارخ» في اختيارات المجمع، الذي يُواصل تقديم دعم كبير لفرق رياضية حديثة العهد، بينما يُترك نادي أولمبيك خريبكة يواجه مصيره في صمت. وطالبت المجموعة بتدخل مباشر للمجمع لتولي التسيير «بعقلية المؤسسة وبحزم»، وإعادة بناء الفريق على أسس تضمن له الاستقرار والمصداقية.
رسالة تتجاوز الرياضة
البيان لم يخلُ من الإشارة إلى البعد الاجتماعي للنادي داخل المدينة، معتبرا أن أولمبيك خريبكة يمثل متنفسا حيويا لساكنة تعاني من اختلالات تنموية، ما يجعل دعم النادي أولوية تتجاوز الإطار الرياضي.
التزام مستمر وصوت لا يسكت
وفي ختام بيانها، أكدت مجموعة «إلتراس غرين غوست»، أن دفاعها عن النادي لا يرتبط بنتائج أو مواسم، بل هو التزام راسخ، متعهدة بالبقاء في موقعها كـ«حصن لا يُخترق وصوت لا يسكت»، حتى يستعيد الفريق توازنه ويعود إلى مكانته الطبيعية.
بيات مجموعة «إلتراس غرين غوست»، يمثل منعطفا جديدا في علاقة الجماهير بإدارة أولمبيك خريبكة، ويُشكل رسالة ضغط صريحة على كافة المتدخلين في الشأن الرياضي المحلي، وفي مقدّمتهم المجمع الشريف للفوسفاط. وبين الإنذار والتصعيد، يبقى مستقبل النادي رهينا بقرارات الأيام المقبلة، التي قد تحدد مصيره في ظل أزمة تزداد تعقيدًا.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
أمام حالة الجمود الخطيرة التي يعيشها المشهد الرياضي محليًا، وفي ظل اقتراب انطلاق موسم جديد دون أدنى مؤشرات على وجود رؤية واضحة أو خطوات عملية نحو التصحيح، نسجّل بقلق بالغ ورفض قاطع ما آلت إليه أوضاع فريق أولمبيك خريبكة، الذي يواصل السقوط وسط فراغ إداري، وتسيير عبثي، وغياب تام لأي إرادة حقيقية للإصلاح.
التداريب تُجرى في غياب جلّ عناصر الفريق، في مشهد يختزل حجم التسيّب والانهيار الذي بات يطبع يوميات النادي، لا عقود واضحة، لا مدرب مُعلن، لا خطة تقنية، ولا تجهيز بدني يليق بمستوى المنافسة، في وقت يقترب فيه الفريق من خوض مباراة ربع نهائي كأس العرش، وهو نفسه الذي سيبدأ الموسم القادم في قسم الهواة، في سابقة تعكس عمق الأزمة وخطورة الوضع.
إنّ هذا الانهيار لم يعد يُحتمل، ولا يمكن تبريره بالصمت أو التسويف، هو نتيجة مباشرة لسوء التسيير والعجز الإداري، ما يجعل المكتب الحالي مسؤولًا بالكامل عن هذا الواقع المؤلم.
لذلك، نحن في مجموعة ألتراس غرين غوست، نوجّه إنذارًا أخيرًا وواضحًا إلى المكتب المسير،و إدارة شركة FCK بضرورة تقديم استقالة جماعية فورية، وإنهاء هذا الفصل بشكل مستعجل وشفاف.
نُمهلهم سبعة أيام كحد أقصى، إلى غاية 15 يونيو 2025، لتحمّل مسؤوليتهم والمغادرة دون مماطلة.
وفي حال عدم الاستجابة، فإن المجموعة ستتحرك بأساليبها الخاصة، وبصيغ تصعيدية غير مسبوقة، ولن يكون هناك أي تراجع، مع التأكيد أن كل تبعات التصعيد سيتحملها من اختار تجاهل صوت الجماهير.
من جهة أخرى، نُوجّه خطابنا بشكل مباشر إلى إدارة المجمع الشريف للفوسفاط، التي تواصل الغياب عن الفعل الحقيقي، مكتفية بالمراقبة من بعيد دون أي تدخل فعلي أو تحمّل مباشر للمسؤولية، رغم كونها المؤسس التاريخي والداعم الرئيسي للنادي. إن استمرار هذا الصمت في وقت بلغت فيه الأزمة ذروتها، لا يُفهم إلا كتخليٍ واضح عن الدور الطبيعي المنتظر من مؤسسة بهذا الحجم، في لحظة لا تحتمل المزيد من التأجيل أو التردد
وأنتم، كمؤسسةٍ كانت صلب تأسيس هذا النادي وامتداده داخل المدينة، تعلمون تمامًا حجم الأثر الاجتماعي الذي يمثله أولمبيك خريبكة في بيئة تعاني من اختلالات تنموية واضحة، لكن المقلق والمستفز في الآن ذاته، هو أنكم تواصلون تقديم الدعم الكامل لفرق رياضية حديثة العهد، فيما يُترك النادي الأم، ناديكم، يُواجه مصير التآكل والتهميش بصمت غير مفهوم. هذا التناقض يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة اختياراتكم، ويضع على عاتقكم مسؤولية تاريخية لا يمكن القفز عليها أو تبريرها تحت أي ذريعة.
لقد أصبح تدخلكم اليوم واجبًا وليس خيارًا، عبر تولي زمام الأمور التسييرية بمنطق المؤسسة وبحزم، لإنقاذ الفريق من وضعه الكارثي، وإعادة بنائه على أسس متينة تضمن له الاستقرار والمصداقية.
نحن لا نبحث عن وعود، ولا نقبل بسياسة التسكين.
مطلبنا واضح وثابت: عودة المجمع الشريف للفوسفاط لتسيير نادي أولمبيك خريبكة، بشكل مباشر ومسؤول.
في الختام، نؤكد أن دفاعنا عن هذا الكيان ليس مرتبطًا بنتيجة أو موسم، بل هو التزام لا رجعة فيه.
سنظل الحصن الذي لا يُخترق، والصوت الذي لا يسكت، حتى يستعيد فريقنا توازنه ويعود إلى مكانته الطبيعية.
والسلام.
Copyright © 2024