جواد الياميق..ابن خريبكة الذي شق طريقه إلى قلب دفاع الأسود بإصرار

✍️نجيب مصباح

في عالم كرة القدم، لا يصل اللاعب إلى القمة إلا بمزيج من الموهبة، العمل الجاد، والصبر. هذه هي بالضبط القصة التي يجسدها جواد الياميق، المدافع الدولي المغربي، الذي انطلق من شوارع مدينة خريبكة نحو المجد الكروي، ليصبح اليوم أحد أعمدة دفاع المنتخب الوطني بقيادة وليد الركراكي. 

نشأ جواد الياميق في بيئة بسيطة، لكنه حمل معه منذ الصغر شغفا كبيرا بكرة القدم. تدرج في الفئات السنية لنادي أولمبيك خريبكة، حيث سطع نجمه بسرعة بفضل بنيته الجسدية القوية وقدرته على قراءة اللعب. تألقه في البطولة الوطنية لفت أنظار الأندية الكبرى، فانتقل إلى الرجاء البيضاوي، وهناك خطا خطواته الحاسمة نحو الاحتراف.

الاحتراف الأوروبي: محطة النضج والتحدي

بعد فترة ناجحة مع الرجاء، انتقل الياميق إلى أوروبا، حيث لعب في الدوري الإيطالي (Serie B) مع جنوى، ومن ثم في الدوري الإسباني مع ريال سرقسطة وبلد الوليد. رغم صعوبة التكيف في البداية، أظهر جواد صلابة ذهنية واستطاع فرض نفسه في بيئات تنافسية قوية. تطور مستواه بشكل لافت، خاصة على المستوى التكتيكي والتمركز الدفاعي.

الياميق والركراكي: ثقة متبادلة وركيزة دفاعية

مع تولي وليد الركراكي لمهام تدريب المنتخب المغربي، وجد في الياميق عنصرا يمكن الاعتماد عليه. اختيارات الركراكي مبنية على الأداء والانضباط، وهو ما يجسده الياميق بامتياز. شارك في نهائيات كأس العالم 2022 وكان حاضرا في عدة مباريات حاسمة، مقدِّما أداء بطوليا، وخصوصا في المواجهات البدنية.

ما بعد كأس العالم: نضج ومسؤولية

اليوم، ومع اقتراب استحقاقات قارية ودولية جديدة، يظل جواد الياميق واحدًا من الأسماء التي يعوّل عليها الجمهور المغربي. سواء كأس إفريقيا أو تصفيات كأس العالم المقبلة، فإن وجوده في المنظومة الدفاعية يوفر الاستقرار والثقة، خاصة إلى جانب لاعبين مثل نايف أكرد ورومان سايس.

قصة جواد الياميق تُثبت أن الطريق إلى المجد لا يُعبد بالشهرة وحدها، بل بالعرق والتضحية والعمل المتواصل. من خريبكة إلى الملاعب الأوروبية، ومن البطولة الوطنية إلى الدفاع عن راية الوطن، يمضي الياميق بثبات نحو كتابة اسمه في سجل المدافعين الكبار الذين خدموا القميص الوطني بكل شرف.

 

Copyright © 2024