لكنوزي: «أغادر بضمير مرتاح .. متهما رئيس الشركة بغياب الوضوح مما زاد ‏الوضع تعقيدا»

ن.مصباح /أ.لكنيزي ‏- 

في خطوة كانت متوقعة من قبل الكثيرين، أعلن الحبيب الكنوزي استقالته رسميا ‏من رئاسة نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، واضعا بذلك حدا لمرحلة اتسمت ‏بالتخبط، النزيف، والقرارات الغامضة التي ساهمت في تعميق أزمة فريق ‏القرن، والعصف به لقسم الهواة. ‏

الاستقالة التي توصلت بها السلطات المحلية في شخص باشا مدينة خريبكة، ‏السيد محمد أهناني، يوم الثلاثاء 24 يونيو الجاري، جاءت في ظل وضعية خانقة ‏تعيشها الشركة الرياضية المشرفة على تدبير النادي، حيث أشار الكنوزي في ‏نص استقالته إلى «الوضعية الغامضة والمرتبكة» و«غياب وضوح في تحمل ‏المسؤوليات من طرف رئيسها سعيد حمار»، في إشارة مباشرة إلى حالة ‏الانفصال المؤسساتي بين المكتب المديري والنواة التجارية للفريق «افسي ‏خريبكة»، مما يوضح بالملموس الشرخ الواضح بين الطرفين منذ وقت طويل. ‏

ومن أبرز أسباب الاستقالة، ما وصفه الكنوزي بـ «الفراغ التسييري الخطير» ‏الناتج عن الاستقالة الجماعية لأغلب أعضاء المكتب المسير، إضافة إلى الهبوط ‏المؤلم إلى قسم الهواة، الذي أقر بتحمّله جزءا من مسؤوليته، مقدّما اعتذاره ‏للجماهير الوفية التي تستحق الأفضل.‏

كما لم يُخفِ الرئيس المستقيل استياءه من الجمود الإداري وغياب الدعم ‏المؤسساتي، في وقت يعيش فيه الفريق واحدة من أسوأ فتراته، سواء على ‏مستوى النتائج أو البنية التنظيمية، مع تنامي مطالب الجماهير بتغيير شامل ‏وإنقاذ النادي من الهاوية.‏
وفي ختام استقالته، قال الحبيب الكنوزي بالحرف، بأنه غادر الفريق «بضمير ‏مرتاح»، بعدما اشتغل بصدق وبروح تطوعية، رغم ما واجهه من عراقيل ‏ومطبات، داعيا كل الفاعلين إلى الالتفاف حول مصلحة الفريق، ونبذ الحسابات ‏الضيقة التي أدت إلى هذا الوضع الكارثي.‏

والجدير بالذكر، أنه رغم سقوط الفريق لقسم الهواة، وحالة الغضب والغليان التي ‏شهدها الشارع الرياضي بالعاصمة العالمية للفوسفاط خريبكة، واصل الرئيس ‏المستقيل تشبته بكرسي الرئاسة من خلال رسالة استعطاف سبق وأن وجهها ‏رفقة سعيد حمار رئيس الشركة، لعامل الإقليم السيد هشام المدغري العلوي، يعبران ‏فيها عن رغبتهما في الاستمرار في تحمّل مسؤولية تدبير الفريق خلال المرحلة ‏المقبلة، بدعوى إنقاذ النادي من أزمته العميقة بعد النزول المؤلم إلى قسم الهواة.‏

الطلب، الذي تم وضعه عبر مكتب الضبط بعمالة الإقليم، خلق حالة استغراب ‏لدى المتابعين للشأن الرياضي المحلي، خاصة أنه جاء ضد تيار الاحتقان ‏الجماهيري العارم، وضد ما تطالب به أصوات واسعة داخل المدينة، تطالب ‏برحيل الوجوه الحالية التي ارتبطت بفترة من التراجع الحاد في النتائج والتسيير.‏

وتطرح استقالة الحبيب لكنوزي المتأخرة، العديد من علامات الاستفهام، أبرزها ‏السبب الرئيسي الذي دفعه للابتعاد عن التسيير بعدما تشبت بالكرسي لأشهر بعد ‏السقوط والفشل في تسيير الفريق ..؟ وهل تحريك مسطرة التحقيق في مداخيل ‏ملاعب القرب من طرف النيابة العامة لها دخل في الموضوع ..؟ وكذلك ‏استدعاءه من طرف لجنة الأخلاقيات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من ‏أجل التحقيق في شبهة تزوير عقد احترفي ..؟ ‏

والجدير بالذكر، أن الجماهير الرياضية تطالب الجهات المسؤولة بتفعيل ‏المحاسبة مع جميع الأطراف المتورطة في العبث بميزانية الفريق الخريبكي، ‏والتسبب في سقوطه رغم الدعم المالي الكبير الذي تم رصده لمكتب رد الاعتبار. ‏

Copyright © 2024