دراجو جهة بني ملال خنيفرة.. أبطال فوق المضمار منسيّون في مجلسها

أشرف لكنيزي-

في زمن أصبحت فيه الإنجازات الرياضية بطاقة عبور إلى اهتمام المؤسسات، تواصل العصبة الجهوية بني ملال خنيفرة للدراجات شق طريقها نحو القمم، غير آبهة بسكوت الجهة، ولا بغياب الدعم المفترض من مجلسها، فبأرجل تلهث في مضمار البطولة، وعزيمة لا تهتز أمام انعدام الإمكانيات، عادت العصبة لتخطف الأضواء مجددا، وهذه المرة من قلب مدينة إفران، ضمن منافسات بطولة المغرب التي أقيمت الأسبوع الماضي وشهدت مشاركة جميع العصب الجهوية.

عادل عرباوي، أمينة شردودي، الحسين حميدي، أسماء أهدت الجهة ألقابا وطنية في فئات الكبار، الشابات، والصغار، ثلاث منصات، بثلاثة أبطال، من ثلاث أندية مختلفة داخل الجهة “نادي خريبكة للدراجات، أجيال دمنات، وشباب أطلس خنيفرة“، تألق يرسخ موقع العصبة كقوة ضاربة في خارطة الدراجات الوطنية، بل العربية والإفريقية، بعدما باتت منجما لا ينضب للمواهب، ونالت لقب أفضل عصبة في كافة الفئات العمرية.

بطولات تصنعها الأرجل.. وتخذلها القرارات ..

رغم هذا الزخم الرياضي، يظل الدعم الجهوي مجرد حبر على النوايا، لا اتفاقيات، لا تمويل، لا حتى اعتراف ضمني .. الجهة تبرر غيابها بحجة عدم توفر العصبة على صفة المنفعة العامة، وكأن منصات التتويج، والتمثيل الدولي، وتنظيم السباقات داخل الأقاليم الخمس، لا تكفي لإقناعها بأهمية دعم هذا الكيان الرياضي الطموح.

وفي المقابل، نجد جهات أخرى كسوس ماسة، والشرق، وطنجة تطوان الحسيمة، تنخرط بجدية في شراكات مع الجامعة الملكية، وتضخ الملايين لدعم سباقات الدراجات، إدراكا منها بالدور الحيوي لهذه الرياضة في تنشيط السياحة الجبلية، والترويج الترابي، وخلق دينامية اقتصادية وثقافية.

حنان البوكيلي .. صمت غير مبرر

ولعل ما يزيد من قتامة المشهد، هو الموقف المثير للاستغراب من رئيسة لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشؤون الرياضية السيدة حنان البوكيلي، التي لم تبادر حتى بفتح قنوات تواصل مع ممثلي هذه العصبة، رغم أن مقر إقامتها خريبكة، أحد أهم معاقل الدراجة الجهوية والوطنية، تجاهل يطرح علامات استفهام عديدة حول موقع الدراجة الهوائية ضمن أجندة اللجنة، وهل هي فعلا معنية بتعزيز الرياضة الجهوية، أم أن الاهتمام الانتقائي هو القاعدة السائدة؟

محمد كاتم.. قائد المرحلة بثبات

وسط هذا الجفاء المؤسساتي، يبرز اسم محمد كاتم، بطل سابق ورجل ميدان، جددت فيه الثقة لولاية ثانية على رأس العصبة الجهوية، نظير حضوره المتواصل، ومواكبته الدقيقة للدراجين، وهو الذي يشغل أيضا منصب النائب الأول لرئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات، ما يعكس حجم تأثيره وحنكته في تسيير دواليب هذه الرياضة.

إن كان التتويج هو المعيار، فقد حصدت عصبة بني ملال خنيفرة للدراجات أعلى النقاط، وإن كان الحضور الدولي هو البرهان، فدراجوها حملوا القميص الوطني بفخر وإعتزاز، لكن ما الجدوى من كل هذا المجد، إن ظلت أبواب الجهة موصدة ..؟ والإرادات السياسية غائبة ..؟ والرياضة رهينة صفة قانونية يمكن تجاوزها بإرادة حقيقية، لا بمراسلات يتم دفنها في رفوف المجالس ..؟

الدراجة الجهوية لا تطلب المستحيل، فقط بعض الهواء النقي من عجلات الدعم كي تواصل السباق نحو المجد.

Copyright © 2024