أشرف لكنيزي-
توصلت إدارة جريدة «التميز ميديا» الإلكترونية، بمقال توضيحي من الجهة المشرفة على مخيم أكادير، بخصوص ما أثير مؤخرًا حول ما سُمِّي بـ”فضيحة مخيم أكادير”، وجاء هذا الرد لتصحيح مجموعة من المعطيات التي تم تداولها، ولتقديم الصورة الكاملة حول ما وقع خلال المرحلة الخامسة من المخيم، والتي عرفت بعض الارتباك في يومها الأول، وهو أمر طبيعي بالنظر لقصر المدة الفاصلة بين المرحلة الرابعة والخامسة، وما ترتب عنه من ضغط إضافي على مستوى التهيئة والنظافة والتزيين.
غير أن هذا المستجد، الذي جرى تضخيمه بردود فعل متسرعة، يحتاج إلى وضعه في سياقه التربوي والتنظيمي السليم، بدل تحويله إلى “فضيحة” مفتعلة لا تعكس حقيقة التجربة.
فالمخيمات ليست على نمط واحد؛ إذ تختلف حسب نوعيتها ودرجة إحداثها. هناك مخيمات تحتضنها الوزارة بشكل مباشر في مؤسسات ميدانية أو بشراكات مع قطاعات أخرى كالتعليم والتعاون الوطني، وهناك مخيمات من الجيل الثالث بمواصفات حديثة، وأخرى لا تزال في طور البناء والتأهيل. لكن جميعها تخضع لمعايير مقبولة تحترم الضوابط التربوية والتنظيمية.
وفي حالة مخيم أكادير، ساهم حجم المؤسسة الكبير وقلة اليد العاملة في مضاعفة المجهود المطلوب عند الاستقبال. لذلك، وفي إطار الحياة اليومية للمخيم، يُشرك الأطفال بمعية الأطر في إعادة ترتيب مراقدهم وتأثيثها وتأهيلها، وهو عمل يدخل ضمن “المصالح الخاصة” التي تُقيّمها لجنة إدارية يوميًا، وتُعلن نتائجها في السهرة المسائية لتشجيع الفرق وتحفيز الأطفال على الاعتماد على النفس والمبادرة.
هذا النشاط ليس إذلالًا أو استغلالًا كما رُوّج، بل هو تقليد تربوي راسخ يروم تقوية شخصية الطفل، وتنمية روح المسؤولية لديه، وتعليمه قيمة النظافة والنظام في إطار جماعي ممتع.
كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الظروف المناخية (سواء في المخيمات الساحلية أو الجبلية) قد تفرز حالات صحية عرضية كالحساسية أو الإرهاق، وهو ما يتم التعامل معه بشكل فوري من طرف الأطقم الطبية والإدارية المتواجدة بعين المكان.
والأهم أن المخيمات الصيفية تظل تحت المراقبة المستمرة من القطاع الوصي، والقطاعات الشريكة، والداعمين، إضافة إلى الجمعيات الحاضرة التي تُسهر على سير البرامج. وهو ما يستدعي التنويه الكبير بمجهودات كل هؤلاء الفاعلين، الذين يعملون بتفانٍ في سبيل إنجاح هذه التجارب التربوية التي تصنع ذكريات الطفولة.
وخلاصة القول، المخيم ليس فندقًا بسبع نجوم، بل هو مؤسسة مواطنة ومدرسة مفتوحة، يتعلم فيها الأطفال قيم الاعتماد على النفس، التعاون، المواطنة، إبراز المواهب، واكتساب المعارف والمهارات، في أجواء يطبعها التكوين والتربية والتعارف من مختلف ربوع الوطن.
Copyright © 2024