إصلاحات عاجلة تنقذ مجزرة خريبكة من الإقفال

أشرف لكنيزي-
بعد أسبوع من إقفال المجزرة البلدية بخريبكة بسبب وضعية البنية التحتية المتدهورة، تشرف الجماعة الترابية على الانتهاء من أشغال إصلاح واسعة شملت قنوات الصرف الصحي، وشبكة الماء، وعمليات النظافة والتطهير، فضلاً عن إعادة الصباغة وتزفيت المداخل، لإعادة الروح لهذا المرفق الحيوي الواقع بالسوق الأسبوعي.

مصادر عليمة لجريدة «التميز ميديا» أكدت أن وتيرة الأشغال تجري ليلاً ونهاراً، في تجاوب سريع من رئيس المجلس الجماعي والنائب البرلماني عن دائرة خريبكة امحمد أزكراني مع مطالب المهنيين، في وقت كانت فيه جهات أخرى تضغط نحو نقل الجزارين إلى مجزرة خاصة توجد في نفوذ جماعة أولاد عبدون، رغم تعثر إنجاز المجزرة الجديدة التي ظلت حبيسة الوعود.

غياب الذبح المرخص خلال الأيام الماضية تسبب في ندرة اللحوم الحمراء بمحلات الجزارة داخل المدينة، ما أثار موجة تذمر لدى الساكنة، قبل أن تؤكد الجهات الجماعية أن استئناف العمل بالمجزرة سيكون قبل نهاية الأسبوع الجاري.

هذه التجربة المحلية تأتي في سياق وطني حساس، بعدما كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت داخل البرلمان أن أغلب المجازر بالمملكة تعاني من تقادم بنياتها وغياب شروط السلامة والنظافة، مؤكداً أن فقط 8 مجازر حضرية من أصل أكثر من 180 تتوفر على اعتماد صحي رسمي.

وأبرز الوزير أن الحكومة بصدد تنزيل مخطط شامل لإصلاح القطاع بشراكة بين وزارتي الداخلية والفلاحة والجماعات الترابية، يرتكز على تأهيل المرافق الحالية، وإغلاق المذابح غير المطابقة للمعايير، مع تقديم دعم مالي مباشر للجماعات لمساعدتها على تحمل تكاليف الصيانة.

وتواجه جماعة خريبكة، مثل باقي الجماعات المغربية، معادلة صعبة، الحفاظ على استمرارية خدمة أساسية تهم صحة المواطن، وسط ضغط محدودية الإمكانيات وارتفاع تكلفة الصيانة، لذلك، يشكل نجاحها في إعادة تأهيل المجزرة المحلية بوسائل ذاتية تقريباً، وباستجابة سريعة لمطالب المهنيين، نموذجاً يمكن أن يُبنى عليه مستقبلاً في إطار المقاربة التشاركية بين الدولة والجماعات والفاعلين المهنيين.

وبينما تتجه الحكومة نحو اعتماد نظرة موحدة للمجازر على المستوى الجهوي والبيجماعي، يبقى الرهان اليوم هو تجاوز منطق الإصلاحات الترقيعية نحو بناء مرافق عصرية تحترم المعايير الصحية والبيئية، بما يضمن حق المواطن في لحوم سليمة، وحق الجزار في فضاء مهني لائق، وحق الجماعة في خدمة عمومية مستدامة.

Copyright © 2024