
أشرف لكنيزي-
يحتفي العالم، يوم الأربعاء فاتح أكتوبر 2025، باليوم العالمي للمسنين، الذي اختارت له منظمة الأمم المتحدة هذه السنة شعار: “تمكين أصوات كبار السن من أجل مستقبل شامل”. ويشكل هذا الاحتفال الخامس والثلاثون بهذه المناسبة محطة للوقوف عند أوضاع كبار السن وحقوقهم، في ظل التحولات الديمغرافية التي يشهدها المغرب، حيث يُتوقع أن تشكل هذه الفئة ربع ساكنة البلاد خلال الخمسة وعشرين عاماً المقبلة، وهو ما يطرح تحديات كبيرة على مستوى الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وضمان دخل قار.
وبمناسبة هذا اليوم، أصدرت النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بياناً حمل شعار: “جميعاً من أجل المدرسين، جميعاً من أجل المستقبل”، دعت فيه الحكومة إلى ضرورة التعجيل بسنّ إطار قانوني خاص بالأشخاص المسنين يتماشى مع المعايير الدولية، ولاسيما مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن لسنة 1991.
وطالبت النقابة أيضاً بدعم اعتماد صك دولي ملزم لحماية حقوق كبار السن، مع إحداث مدخول “الكرامة” لفائدتهم، وتنفيذ التدابير الحكومية التي نصت عليها البرامج السابقة، إلى جانب توفير قاعدة بيانات دقيقة تساعد في تتبع تطور هذه الفئة الاجتماعية ووضع سياسات عمومية ناجعة.
كما شددت النقابة على أهمية استحضار حقوق كبار السن عند صياغة السياسات الجهوية وبرامج عمل الجماعات الترابية، وضمان التمويل الكافي والمستدام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية بما يتيح تجويد خدماتها. وفي السياق ذاته، نادت بتهيئة الفضاءات العمومية لتتلاءم مع حاجيات هذه الفئة، وتحسين جودة الخدمات الصحية عبر توفير تغطية شاملة ومجانية.
وفي جانب آخر، وجّه البيان انتقادات لاذعة لما اعتبره “ضعف العناية الاجتماعية والصحية” و”تردي الخدمات” التي تحرم المسنين من حقوقهم الأساسية. كما دعا المتقاعدين في قطاع التعليم إلى التعبير عن احتجاجهم، والمطالبة بالرفع الفوري والعادل للمعاشات بما يتناسب مع غلاء المعيشة، ضماناً للحد الأدنى من الكرامة.
البيان الذي وقّعه المكتب الوطني واللجنة التحضيرية للسكرتارية الوطنية للمتقاعدين، الصادر بالدار البيضاء يوم 30 شتنبر 2025، خلُص إلى أن الدفاع عن حقوق المسنين هو دفاع عن مستقبل المجتمع برمته، داعياً إلى جعل هذه المناسبة محطة للتفكير في سبل إدماج أصواتهم في السياسات العمومية وصون كرامتهم.
Copyright © 2024