خريبكة تستشرف مستقبلها التنموي في لقاء تشاوري يرسم ملامح “الجيل الجديد” من البرامج الترابية

أشرف لكنيزي-

احتضنت عمالة إقليم خريبكة، صباح اليوم الجمعة، لقاءً تشاورياً موسعاً خُصص للتباحث حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، بحضور واسع لعدد من البرلمانيين، ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي المصالح اللاممركزة، وفعاليات المجتمع المدني.

ويأتي هذا اللقاء تنزيلاً للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إطار مقاربة تشاركية تقوم على الإنصات والتفاعل البناء بين مختلف المتدخلين في مجال التنمية الترابية، من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني وهيئات مهنية، بغية بلورة رؤية مشتركة تضع المواطن في صلب السياسات العمومية.

وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، عبّر عامل إقليم خريبكة، هشام العلوي المدغري، عن اعتزازه بعقد هذا اللقاء الذي وصفه بـ”المحطة الأساسية لترجمة المبادرة الملكية السامية إلى مبادرات عملية ميدانية”، مؤكداً أن هذا الورش التنموي يجسد إرادة ملكية صادقة لبناء تنمية ترابية عادلة ومتوازنة ومندمجة، تجعل المواطن محور الاهتمام، وتضع كرامته وتحسين ظروف عيشه في مقدمة الأولويات.

وأضاف عامل الإقليم قائلاً “لقاؤنا اليوم يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ومع الإنجاز التاريخي الذي حققه المغرب في قضية الصحراء المغربية، عقب إصدار قرار مجلس الأمن رقم 2797/2025 بتاريخ 31 أكتوبر الماضي، وهو انتصار جديد يبرز مرة أخرى تفوق الدبلوماسية الملكية وحكمة توجيهات جلالته، ويعكس استمرار نضال الشعب المغربي الموحد دفاعاً عن وحدته الترابية”.

وأشار عامل الإقليم إلى أن هذا اللقاء يأتي استكمالاً لسلسلة من الاجتماعات التشاورية التي انطلقت في 22 غشت 2025، ضمن ورش تنزيل الخطابات الملكية السامية، لاسيما خطاب عيد العرش المجيد، وخطاب افتتاح الدورة التشريعية الخامسة، حيث شدد جلالة الملك في كلمته السامية “شعبي العزيز، تعرف جيداً أنني لن أكون راضياً، مهما بلغ مستوى التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية، إذا لم تساهم، بشكل ملموس، في تحسين ظروف عيش المواطنين من كل الفئات الاجتماعية… لقد حان الوقت لإحداث نقلة حقيقية في التأهيل الشامل للمجالات الترابية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية”.

وأكد جلالته، حسب ما استشهد به عامل الإقليم، على ضرورة الانتقال من المقاربات التقليدية إلى مقاربة للتنمية المجالية المندمجة، حتى تشمل ثمار التقدم جميع المواطنين دون تمييز أو إقصاء، مع اعتماد جيل جديد من برامج التنمية الترابية يرتكز على تثمين الخصوصيات المحلية، وترسيخ الجهوية المتقدمة، وتعزيز التكامل والتضامن بين المجالات الترابية.

وفي السياق ذاته، قدّم السيد المصطفى الحصار، الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة، عرضاً مفصلاً حول برامج التنمية الترابية المندمجة، مبرزاً أن هذه البرامج تنبثق من ثلاث توجيهات ملكية سامية تم تضمينها في خطاب العرش (29 يوليوز 2025)، وخطاب افتتاح الدورة البرلمانية (10 أكتوبر)، ومجلس الوزراء المنعقد في 19 أكتوبر الماضي.

وأوضح الكاتب العام أن هذه البرامج تندرج ضمن استمرارية الإصلاحات الكبرى التي أطلقها جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، والتي مكنت من تعزيز البنيات التحتية، وتقليص الفوارق المجالية، وتحسين ظروف العيش الكريم للمواطنين، كما أبرز أن المقاربة الجديدة مبتكرة ومندمجة، تعتمد على تخطيط مرن وحكامة دامجة وشفافة، وتجعل المواطن شريكاً أساسياً في صياغة المشاريع التنموية، مع الاستفادة من الإمكانات الرقمية الحديثة في التتبع والتقييم.

وقد تميز اللقاء بفتح باب النقاش أمام المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، حيث تم التأكيد على ضرورة توسيع المشاورات على مستوى الدوائر والباشويات، مع تخصيص بريد إلكتروني رسمي لاستقبال مقترحات وملاحظات جميع الفاعلين المحليين، ضماناً لتفاعل حقيقي وشامل يترجم الرؤية الملكية إلى واقع تنموي ملموس.

Copyright © 2024