رحيل قيدوم الجيدو المغربي بوبكر سليماني بعد مسيرة حافلة بالعطاء

نجيب مصباح- 

ودعت الساحة الرياضية المغربية، صباح اليوم الأربعاء 16 يوليوز، أحد أعمدتها البارزين، بوفاة المدرب والرياضي المخضرم بوبكر سليماني، عن عمر يناهز 73 سنة، بعد مسيرة طويلة ومليئة بالإنجازات في رياضة الجيدو.

ينحدر الراحل من مدينة خريبكة حيث رأى النور سنة 1952، والتحق سنة 1963 بنادي أولمبيك خريبكة فرع الجيدو، وتلقى تدريبه الأول على يد المدرب الفرنسي “نافاس”، إلى جانب نخبة من الرياضيين الذين شكلوا نواة الجيدو المغربي في بداياته.

برز اسم سليماني مبكرًا على الساحة الوطنية، حيث سيطر على فئة وزن 69 كلغ طيلة أكثر من عقد من الزمن، وتُوج ببطولة المغرب من سنة 1970 إلى غاية 1982. وكانت أولى مشاركاته الدولية مع المنتخب الوطني سنة 1969 خلال ألعاب المغرب العربي بالجزائر، حيث انتزع المرتبة الأولى.

إنجازات دولية مشرّفة

حقق الراحل سلسلة من النتائج اللافتة على المستويين القاري والدولي، أبرزها:

1972 : الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية بـميونخ، ألمانيا.

1975 : الذهبية في البطولة الإفريقية بداكار، السنغال.

1977 : ذهبية البطولة الإفريقية بالإسكندرية، مصر، وتم استقباله حينها من طرف الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.

1978 : المرتبة الأولى في الدوري السنوي بتونس، بمشاركة دول بارزة مثل فرنسا والبرتغال ونيجيريا.

كما حصد مراتب متقدمة في دوريات دولية بمدريد، برشلونة، لاس بالماس، إزمير، وجزيرة ليل.

مسار تدريبي حافل

إلى جانب مساره الرياضي، خاض بوبكر سليماني تجربة تدريبية ناجحة، بدأت في مدينة مراكش بين 1970 و1976، حيث أشرف على نادي “كلوب كتبية”، وأسهم في تكوين أسماء وازنة من داخل المغرب وخارجه، بينهم أبطال فرنسيون مثل “جلبار واكين”، “ياكونو جون لوي” و”ميشال إيرفي”.

وفي سنة 1976، عاد إلى مسقط رأسه ليقود نادي أولمبيك خريبكة كمدير ومدرب، حيث خرّج أجيالًا من الأبطال، أبرزهم عبد الحميد سليمان، حسن الحسينة، ريمي زرزور، والعربي الجمالي المدير التقني الحالي للجامعة الملكية المغربية للجيدو، فضلًا عن عناصر نسوية بارزة كالكبيرة الخياطي، مليكة حجيري، أمينة غزاوي، وعائشة شكري.

الحزام الأسود ومسؤوليات تقنية

حصل سليماني على الحزام الأسود من الدرجة الخامسة سنة 2001، وشارك في معسكرات تدريبية مهمة في كل من إسبانيا، فرنسا، السنغال وتونس، ما جعله مرجعًا تقنيًا في الجيدو المغربي.

ظل اسم الراحل محفورًا في ذاكرة زملائه في المنتخب الوطني، إلى جانب أسماء مثل حمزة الدوبلالي، لحسن حميدي، بوحسون، عبد اللطيف الخياط، الحسين الحداوي، وشنيور التهامي الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية للجيدو.

وداعًا أيها البطل

برحيل بوبكر سليماني، تفقد الرياضة المغربية أحد رجالاتها الأوفياء الذين حملوا راية الوطن عاليًا في المحافل الدولية، وساهموا في بناء أجيال من الأبطال، بعطاء بلا حدود وشغف لا ينضب.