أمين ناسور .. المسرح الجاد لا يُصنع في المعاهد بل في صدق الفعل الفني

التميز ميديا:
في إطار فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الرواد الدولي للمسرح، التي تحتضنها مدينة خريبكة من 29 يوليوز إلى 3 غشت 2025، كان جمهور الفن الرابع على موعد، يوم الجمعة فاتح غشت، مع لقاء مفتوح لماستر كلاس أحيَاه الفنان والمخرج المسرحي أمين ناسور، أحد أبرز الوجوه المسرحية المغربية المعاصرة.
اللقاء، الذي احتضنه مركز مبادرات مواطنة صباح اليوم الجمعة، افتتحه مدير المهرجان الفنان عبد الرزاق ولد عامر، وأداره الفنان فريد الركراكي، حيث شكل مناسبة للغوص في تجربة ناسور المسرحية، والاطلاع على رؤيته الجمالية والفكرية لفن الخشبة.
قال ناسور في مستهل اللقاء: “أنا ممثل يستهويني الإخراج المسرحي، وأؤمن أن الموهبة والتكوين وجهان لعملة واحدة”. وأضاف أنه لا يقدّم النصائح للشباب بقدر ما يدعوهم إلى “المتابعة، والتعلم من النماذج الفنية الجادة، والعمل بمصداقية، لأن المجال الفني يؤمن بالفعل لا بالكلام والأحلام الفارغة”، على حد تعبيره.
واستعاد ضيف الماستر كلاس بداياته الفنية، من دار الشباب وجامعة عشق الشق، إلى تجربته المؤثرة رفقة الراحل الطيب الصديقي في مسرح موكادور، التي أفرزت أعمالاً مثل الحراز والكرة السحرية المستلهمة من “الشامات السبع”، ثم ليلة المسرح المهدوم.
وأكد ناسور أن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، حيث يدرّس، ليس معيارًا وحيدًا للاحتراف، مشددًا على أن الجودة والاشتغال الحقيقي على المشروع الفني هما المقياس الحقيقي لتميّز الفنان، وليس الانتماء المؤسساتي.
وسلط ناسور الضوء على عدد من أعماله المسرحية التي توجت بعدة جوائز في مهرجانات وطنية وعربية، من أبرزها فيجطا، شاطارا، تاكنزا، شابكة، وخالفة، وكلها أعمال استلهمت من التراث الحساني، مؤكداً أنه بصدد الاشتغال على مشروع مسرحي جديد بمدينة خريبكة، سيكون تكريماً للتراث الموسيقي المحلي.
كما عرّج المخرج على مفهومه لـ”المسرح الثالث”، داعياً إلى مسرح متجدد، شامل في مضمونه، وراقٍ في رسائله، قريب من الجمهور وملتزم بقضاياه.
وفي ختام اللقاء، تم فتح باب النقاش أمام الحضور من ضيوف وجمهور المهرجان، الذين طرحوا أسئلة متنوعة أجاب عنها ناسور بكل تلقائية وصدق، مؤكداً أن المسرح الحقيقي هو القادر على تحريك الوجدان، ويحمل رسائل نبيلة تتجاوز الحدود.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود مهرجان الرواد لترسيخ ثقافة مسرحية نوعية، تُراهن على التكوين، وتثمين التجارب الرائدة في المشهد المسرحي المغربي والعربي.