وادي زم: مطرح النفايات يقض مضجع الساكنة ويساءل الجهات المسؤولة ‏

متابعة: أ. لكنيزي – ن. مصباح

تواصل معاناة ساكنة مدينة وادي زم، و خاصة أحياء البستان و المسيرة و حي المصلى ‏القديم و الكدية، حيث عبروا جميعهم عن تذمرهم من تواجد مطرح نفايات على مقربة من ‏مقرات سكناهم، من خلال تفاقم الأضرار البيئية والصحية، جراء هذا الوضع المستمر، منذ ‏سنوات قبل جائحة كورونا، في ظل عدم تهيئة المطرح الجماعي، والذي رصدت له قرابة ‏المليار ونصف والذي كانت السلطات الإقليمية، برئاسة السيد حميد آشنوري عامل الإقليم، ‏وبتنسيق مع مجموع الجماعات لتدبير النفايات الصلبة والمماثلة، قد تعهدت بإنجازه قبل أزيد ‏من أربع سنوات مضت مع الالتزام بإحداث مركز تحويل عصري قيل حينها أنه سيكون ‏بمواصفات عصرية، وسيساهم في تحسين جمالية المدينة، في إطار مشروع بيئي ضخم يشمل ‏كافة الجماعات الترابية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم خريبكة بما في ذلك الجماعة الترابية أبي ‏الجعد.‏
وحسب مصادر عليمة، أكدت لجريدة التميز ميديا الإلكترونية، أنه تم رصد غلاف مالي حدد ‏في نحو 60 مليون درهم، لتأهيل المطرح الجماعي، في وقت ما زال سكان الأحياء الآنفة ‏الذكر يعانون الأمرين من تبعات الروائح الكريهة والدخان المنبعث من مطرح النفايات بواد ‏زم جراء عمليات حرق النفايات‎.‎

وفي اتصال هاتفي مع أحد الفاعلين السياسيين بوادي زم، صرح لجريدة “التميز ميديا” ‏الإلكترونية، أنه يوجد مطرح للنفايات بوادي زم، يستقبل نفايات أكثر من 15 جماعة، وتم ‏إنشاء معمل لتدوير النفايات بجماعة المفاسيس، من طرف مجموعة من المتدخلين على رأسهم ‏وزارة الطاقة والمعادن والبيئة – قطاع البيئة، ومجلس جهة بني ملال_خنيفرة …، معربا “أن ‏المعمل موجود ولم يعمل لأنه مرت عليه مدة، الأمر كان يتطلب أن يتم الإعلان عن صفقة ‏من أجل تشغيله، والعملية تم القيام بها”. ‏

وقال ذات المتحدث “أنه عند تنصيب حميد آشنوري على رأس عمالة إقليم خريبكة، في سنة ‏‏2018، قام بتدشين مشروع على أساس ستكون شركتين، حيث يتم خلط الأزبال التي تم ‏وضعها صباحا بالتراب، على أن يتم نقلها مساءا عبر شاحنات للمصنع قصد الجرد، وإعادة ‏تدوير النفايات”. ‏

وحول أسباب توقف هذا المشروع، أضاف المصرح “أنه لم يكتمل، وذلك راجع بالأساس، ‏إلى الشركة المكلفة ببناء حظائر التخزين، بالإضافة لمركزين للحراسة الخاصة بهم، وبحلول ‏جائحة كورونا، وارتفاع المواد الأولية المرتبطة بالبناء، كما أن الشركة التي رصت لها صفقة ‏القيام بالنكس توقفت عن القيام بمهامها، وتم عقد عدة اجتماعات بطلب من السيد عامل الإقليم ‏مع الشركة المعنية، ورفضت في عدة مرات العديد من المقترحات، ليتلجؤوا للقضاء، ولحدود ‏الساعة الشركة المكلفة بجمع الأزبال التي تضعها الشاحنات بمطرح وادي زم، غير موجودة”. ‏

وأردف قائلا، “أن مجموع الجماعات لتدبير النفايات الصلبة والمماثلة هي من تتحمل مسؤولية ‏عدم تأهيل المطرح الإقليمي بوادي زم، مضيفا أن “جماعة وادي زم، ترصد ميزانية تتراوح ‏بين مليار و400، أو مليار و300 مليون سنتيم، للشركة المكلفة بالنظافة فيها جزء كبير ‏مرتبط بجمع الأزبال من المدينة، والجزء الأخر متعلق بالمطرح”. ‏

وربطت جريدة “التميز ميديا” الإلكترونية، اتصالها كذلك بالسيد محمد بنبيكة ‏رئيس مجلس جماعة وادي زم، من أجل استفساره حول الأسباب التي تجعل ‏عملية تأهيل المطرح الإقليمي لوادي زم -لازالت متأخرة لسنوات-، حيث صرح ‏‏ “أن مجموع الجماعات لتدبير النفايات الصلبة والمماثلة بالإقليم هي المسؤولة ‏عن المطرح، ولازال المشكل معروض على القضاء مع الشركة الأولى التي ‏أخلت بالعقد، وأن المجلس الحالي لا يتحمل أي مسؤولية بخصوص تأخر عملية ‏تأهيل المطرح الجماعي”. ‏

وحول سؤالنا بخصوص تعدد شكايات ساكنة أحياء المسيرة، الكدية، المصلى، ‏والبساتين، من إنبعاث الروائح الكريهة، أضاف محمد بنبيكة “أن ساكنة الجماعة ‏قاطبة تشتكي من هذه الروائح، خاصة أن موقع الجماعة الجغرافي المنخفض ‏بالمقارنة مع ارتفاع المطرح، فعندما تهب الرياح تقوم بحمل الدخان للمدينة ‏ككل، وليس فقط الأحياء السكنية المجاورة للمطرح، وهو ما يزيد من معاناة ‏الساكنة، وأن الأمر متعلق بمسألة مسطرية، لا علاقة لها بالمزيدات التي تتحدث ‏عن تهميش مدينة وادي زم، وهي أمور مرت مع المجلس السابق”. ‏

وسبق وأن ربطت جريدة “التميز ميديا” الإلكترونية، الإتصال بالسيد عبد الكريم ‏فاسيني، رئيس مجموعة الجماعات الترابية ورديغة لتدبير النفايات الصلبة ‏والمماثلة لها، من أجل أخد الإفادة في هذا الموضوع، حيث وعدنا بلقاء من أجل ‏توضيح جميع الحيثيات والتفاصيل المرتبطة بهذا الملف.

متابعة: أ. لكنيزي – ن. مصباح

Copyright © 2024