هل هي بداية تطهير الفضاء الإفتراضي من أجل الحفاظ على مستقبل الناشئة ..؟

أشرف لكنيزي-
حملت هذه الأيام القليلة الماضية، أخبار خلقت الجدل داخل الوسط الرقمي الوطني، خاصة بعد سلسلة الأحكام والاعتقالات التي طالت عدد ممن يلقبونهم “بالمؤثرين” و “المؤثرات” والذين يملكون آلاف بل ملايين المتابعين على منصات التواصل الإجتماعي، ويقدمون محتوى عن طريق “فيديوهات” و “بث مباشر (لايڤ)” يتضمن عبارات السب والقذف بنعوت قدحية تثير اشمئزاز العقلاء.

الخطوة التي قامت بها النيابة العامة، عبر تحريك مسطرة المتابعة في حق هذه الكائنات التي بَنَتْ نجومية وهمية، عن طريق خدش الحياء، وتشويه سمعة الناس، جاءت لتحمي القيم الأخلاقية للمجتمع، وتتصدى للإنحطاط الأخلاقي الذي بات يهدد الأطفال المتتبعين لهؤلاء “المعتوهين فكريا”.

بلد كالمغرب، بتاريخ يناهز قرون من الزمن كان ولازال وجهة مفضلة للشعوب العربية الشقيقة، ودول جنوب الصحراء من أجل طلب العلم، والتسجيل بجامعاته العريقة والمعترف بها دوليا، يستحق مواطنوه محتوى رقمي يرقى لحجم هذا الوطن وساكنته، وترويج ثقافة، أدبية، فكرية، علمية، سياسية، رياضية… تعكس هذه الهوية المتنوعة، دون مساس بخصوصية الغير، دون سب، دون كراهية …

تحريك مسطرة المتابعة من طرف النيابة العامة، ستساهم لا محال في ردع العديد ممن ينشرون محتوى رقمي منحط، غير مبالين بسمعة الوطن على الصعيد الدولي، ولا على مستقبل الناشئة، ليبقى هاجسهم الوحيد تحصيل مداخيل “الأدسنس”، فالحزم مع هذه الفئة سيساهم لا محال في حماية الأجيال القادمة والرقي بالفضاء الرقمي، كبوابة علمية لنشر الوعي، وبناء مجتمع متوازن.

وجرى مساء الثلاثاء الماضي الحكم ضد أحد منشئي المحتويات الرقمية (إ.ا) بأربعة أشهر حبسا نافذا بتهمة “الإخلال بالحياء العام”، كما تم تقديم (ر،ب) المعروف عبر منصات التواصل الاجتماعي بلقب “ولد الشينوية”، مساء أمس الأربعاء أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء بموجب المسطرة، إضافة إلى والدته وأشقائه وامرأة أخرى، من أجل السب والقذف والمس بالحياة الخاصة للغير عبر نشر ادعاءات بواسطة الأنظمة المعلوماتية، بغرض التشهير والهجوم على محل الغير والسب والشتم والتهديد، وإحداث الفوضى داخل مرفق أمني والتهديد بارتكاب جناية.

Copyright © 2024