تنظيف الفضاء الرقمي يتصدر الطوندونس المغربي ‏


بقلم: أشرف لكنيزي- ‏
شكلت المتابعات القانونية التي أمرت بها النيابة العامة المختصة، في حق عدد من مروجي ‏التفاهة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضوع الساعة بالمغرب، حيث تصدرت عناوين ‏الجرائد لتستحق بذلك أخذ “الطوندونس” عن جدارة واستحقاق، بعدما ظل هذا الأخير رهين ‏رموز التفاهة، وساحة لعرض الابتذال والانحطاط والكلام الساقط، والتنابز بجميع العبارات ‏المشينة التي تسيئ للمشهد الرقمي الوطني. ‏

واقعة إيقاف “الشيخة مولينكس” صباح اليوم بمطار مراكش، وإحالته على فرقة الشرطة ‏الإلكترونية بولاية أمن مراكش، من أجل الاستماع إلى أقواله، على خلفية شكايات تقدمت بها ‏جمعيات حقوقية، حول أحد المحتويات الجنسية نشرها الموقوف من خلال حساباته على ‏مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت على بعد أيام قليلة فقط من إصدار حكم قضائي من طرف ‏الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الزجرية عين السبع في الدارالبيضاء، بثلاث سنوات حبسا ‏نافذا في حق “ولد شينوية” و سنتين ونصف في حق “بنت عباس”، كلها أمور خلقت نقاش ‏داخل الفضاء الرقمي، وجعلت الجميع يتحدث عن بداية مرحلة جديدة فيما يخص الدعائم ‏الإلكترونية، وصرامة النيابة العامة المختصة في تطبيق القانون، خاصة بعد انتشار محتويات ‏رقمية باتت تهدد القيم الأسرية، وتشجع على تفشي ظاهرة العنف الرقمي، وثقافة التنمر ‏والتشهير والسب والقذف. ‏

المغرب اليوم، دخل منعطف أخر خاصة في ظل الأوراش الكبرى التي تم اطلاقها على صعيد ‏جميع المستويات، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ‏والتي ساهمت في تحقيق العديد من المكتسبات أبرزها ملف الصحراء الذي انطلق من التدبير ‏إلى التغيير، من خلال تكريس السيادة المغربية، وتحقيق نهضة تنموية بالأقاليم الجنوبية، عبر ‏اعتراف عدد مهم من الدول العظمى بسيادة المغرب على صحرائه، بالإضافة لفوز المغرب ‏باستضافة العديد من التظاهرات الكبرى أبرزها كأس العالم 2030 في ملف ثلاثي مع ‏الجارتين إسبانيا والبرتغال، كلها أمور جعلت السلطات تستشعر حجم الرهانات الكبرى التي ‏جعلت المغرب محط أضواء العالم، وأول هذه الخطوات محاربة الطفيليات التي طفت على ‏سطح الفضاء الرقمي، وجعلت من عدسات هواتفها “الغبية” بوابة لنشر الرداءة الفكرية، ولغة ‏المراحيض والانحطاط الأخلاقي الذي أصبح يهدد صورة المغرب على جميع الأصعدة، بما ‏في ذلك القيم الأخلاقية للأسر المغربية. ‏

لعب كذلك الدافع المالي في هذه الرداءة دورا هاما، في ظل المداخيل المتحصل عليها من ‏مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أسالت لعاب عدد من المعتوهين فكريا، وجعلتهم يستبيحون ‏أطفالهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأفراد أسرهم وعائلاتهم …، من أجل خلق محتوى يتجاوز ‏الجرأة ليصل لدرجة الوقاحة، بهدف خلق “البوز”، وتحقيق نسب عالية من المشاهدات، كل ‏هذه الأمور تستوجب من النيابة العامة المختصة إصدار أحكام صارمة في حق هؤلاء ‏المعتوهين، تتجاوز العقوبات الحبسية بمصادرة قنواتهم حتى لا يظل ذلك المحتوى قائما في ‏مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه التطاول على القيم ‏الأخلاقية للمجتمع المغربي.

Copyright © 2024