الرباط: سليم لواحي
في لحظة ثقافية فارقة ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، شهد رواق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء توقيع كتاب “ناس الغيوان: أصوات تشبه المغرب”، للكاتب والباحث المغربي حسن حبيبي، أحد أبرز الأصوات الأكاديمية المتخصصة في النقد الثقافي والموسيقي بالمغرب.
الكتاب، الصادر عن منشورات دار دالتون للنشر، يقع في 350 صفحة ويُعد محاولة تأملية وتحليلية للظاهرة الغيوانية، بما تحمله من عمق شعبي وأبعاد رمزية أثرت في وجدان المغاربة منذ سبعينيات القرن الماضي. إذ لا يكتفي المؤلف برصد المسار الفني لفرقة ناس الغيوان، بل يتوغّل في دلالات حضورها كصوت جماعي يعكس نبض الشارع المغربي، وتمثّلاته الثقافية والاجتماعية والسياسية.
خلال حفل التوقيع، الذي حضره عدد من الباحثين والمهتمين، قدم الكتاب الأستاذ الحبيب الناصري أستاذ التعليم العالي بكلية ابن طفيل القنيطرة، مبرزا اهم الأفكار والقناعات التي يحملها المؤلف في طياته . وأبرز الأستاذ حسن حبيبي أن الكتاب هو ثمرة سنوات من الإنصات والتأمل في أغاني الغيوان وفي التجربة الإنسانية العميقة التي مثلوها. وقال: “ناس الغيوان ليسوا مجرد فرقة موسيقية، بل هم مرآة لوجدان مغربي مشترك، وهذا العمل محاولة لقراءة هذا الوجدان من خلال أصواته وصمته وحنينه.”
وقد شكّل هذا الحدث لحظة تلاقت فيها الذاكرة الفنية المغربية مع الجامعة والبحث الأكاديمي، في فضاء يعكس انفتاح الجامعة المغربية على النقاشات المجتمعية الحيوية وعلى قضايا الهوية والتاريخ الثقافي.
يُذكر أن رواق جامعة الحسن الثاني كان من بين أبرز الفضاءات الجامعية الحاضرة في هذه الدورة، بمشاركة فعالة في تقديم إصدارات علمية وثقافية جديدة، وعقد لقاءات معرفية انصهرت فيها أسئلة الماضي بانتظارات المستقبل.
Copyright © 2024