فتح باب الترشح لإدارة المركز السينمائي المغربي يثير القلق: هل تستمر دينامية البوجدايني..؟

✍️نجيب مصباح

أثار إعلان وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن فتح باب الترشح لمنصب مدير المركز السينمائي المغربي جدلا واسعا داخل الأوساط السينمائية، حيث عبر عدد من المهنيين عن تخوفهم من احتمال التراجع عن الإصلاحات التي شهدها القطاع خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحت قيادة عبد العزيز البوجدايني.

فمنذ توليه إدارة المركز، تمكن البوجدايني من إطلاق دينامية جديدة، تجلت في رقمنة المساطر الإدارية، وتطوير آليات الدعم العمومي، والرفع من كفاءة الموارد البشرية والتكوين المهني، إضافة إلى إدماج التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وسينما التحريك في صلب رؤية المؤسسة. كما سجلت السينما المغربية حضوراً قويا في عدد من المهرجانات والمحافل الدولية، بفضل انفتاح المركز على شراكات استراتيجية وبرامج ترويج فعالة.

هذا الزخم الإصلاحي، الذي أعاد الثقة نسبيا إلى القطاع، جعل عددا من المهنيين يطالبون بضرورة ضمان استمراريته، محذرين من أن فتح الترشح لإدارة المركز قد يتحول إلى مناسبة لإعادة إنتاج منطق المحاباة أو الترضيات السياسية، بدل التركيز على الكفاءة والرؤية المستقبلية.

وفي تصريحات متفرقة، شدد فاعلون في القطاع على أهمية اختيار شخصية قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة في الصناعة السينمائية، ومؤمنة بضرورة مواصلة مسار التحديث والتطوير، مؤكدين أن المرحلة الحالية لا تحتمل التراجع أو العودة إلى أنماط التدبير التقليدي.

وفي ظل هذا السياق، يبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: هل ستنجح الحكومة في تعيين مدير يواصل مسار الإصلاح ويعزز موقع السينما المغربية وطنياً ودولياً..؟ أم أن ما تحقق في عهد البوجدايني سيبقى مجرد تجربة عابرة في انتظار من يعيد عقارب الساعة إلى الوراء..؟

Copyright © 2024