نجيب مصباح/ أشرف لكنيزي
علمت جريدة «التميز ميديا» الإلكترونية، من مصادر مطلعة، أن المجمع الشريف للفوسفاط بات على وشك اتخاذ قرار حاسم بخصوص تسيير نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، من خلال تشكيل لجنة مؤقتة لتدبير شؤون الفريق خلال المرحلة المقبلة.
ووفق نفس المصادر، فإن اللجنة المرتقبة ستتألف من سبعة أعضاء كحد أقصى، في انتظار التأشير والموافقة الرسمية من عامل إقليم خريبكة، السيد هشام العلوي المدغري.
وأكدت المعطيات ذاتها أن هذا القرار يأتي في إطار خطة استباقية تشرف عليها مباشرة الادارة المركزية، حيث يُرتقب أن تضم اللجنة أسماء من داخل إدارة المجمع على الصعيدين الوطني والمحلي، إلى جانب أربعة منخرطين معروفين بمصداقيتهم وتجربتهم في التسيير الرياضي.
ومن بين الأسماء المقترحة لتولي مهام داخل هذه اللجنة، تم تداول كل من: يونس بوطهير، المصطفى السكادي، مندير سهامي، ومحمد شهيد، توفيق صمصم.
وتأتي هذه الخطوة استجابةً للمطالب المتزايدة لجماهير أولمبيك خريبكة، وعلى رأسها فصيل «إلتراس غرين غوست»، الذي لم يتوقف عن رفع شعارات تعبر عن تطلعاته، من قبيل: «أوصيبي هو الحل»، «لوصيبي يرجع للدار»، و«OCK = OCP»، إلى جانب تنظيم عدة وقفات احتجاجية سلمية وحضارية.
وقد لعبت الإلتراس دورا محوريا في إيصال صوت الجماهير إلى الإدارة المركزية للمجمع الشريف للفوسفاط، من خلال لقاء جمع ممثلي الفصيل بأحد مدراء المجمع، حيث أكد هذا الأخير أن التقارير التي كانت ترد حول النادي الفوسفاطي كانت في مجملها غير دقيقة، مشدداً على أن الإدارة ستولي اهتماماً خاصاً بهذا المطلب المشروع المرتبط بمستقبل نادي أولمبيك خريبكة.
وتسعى هذه المبادرة كذلك إلى قطع الطريق أمام بعض الوجوه من الحرس القديم، التي تحاول الترويج لنفسها كبديل قادر على تدبير المرحلة، رغم مسؤوليتها المباشرة في الأزمات السابقة التي عصفت بالفريق وأدت إلى نزوله لقسم الهواة.
من المرتقب أن تبدأ اللجنة المؤقتة لنادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم مهامها خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد نيلها موافقة عامل الإقليم، وستركز اللجنة في أولى خطواتها على التحضير للموسم الرياضي المقبل، من خلال التعاقد مع مدرب يرقى إلى تطلعات الجماهير الخريبكية، إلى جانب طاقم تقني مؤهل، قادر على استعادة بريق النادي الفوسفاطي، والسهر على تعزيز التركيبة البشرية بعناصر ذات تجربة، لسد الفراغ الذي خلفه رحيل عدد من الركائز الأساسية.
وحسب ما أفادت به مصادر جريدة «التميز ميديا» الإلكترونية، فإن المجمع الشريف للفوسفاط سيوفر دعما شاملا للنادي، يشمل الجوانب المالية والمعنوية واللوجيستيكية، من أجل تمكين اللجنة المؤقتة من تنفيذ برنامجها التحضيري للموسم الكروي المقبل في أفضل الظروف.
في الوقت الذي يشهد فيه ملف أولمبيك خريبكة تطورات إيجابية تُبشّر بقرب عودة المجمع الشريف للفوسفاط إلى الإشراف المباشر على تسيير الفريق، أثارت خطوة مفاجئة جدلاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية المحلية والوطنية، فقد نشرت الصفحة الرسمية للنادي على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بلاغاً موجهاً إلى عموم المنخرطين والرأي العام، يدعوهم من خلاله الحبيب لكنوزي، الرئيس المستقيل منذ 24 يونيو 2025، إلى عقد جمع عام عادي وانتخابي يوم 5 غشت المقبل.
هذه الدعوة أثارت علامات استفهام عديدة، خصوصاً أنها صادرة عن رئيس سبق أن أعلن استقالته رسمياً، وفي ظرفية دقيقة تعرف زخماً متزايداً من أجل تحقيق انفراج حقيقي في مسار النادي، عبر تمكين المجمع الشريف للفوسفاط من الإشراف الكامل والفعلي على تدبير شؤون الفريق الفوسفاطي.
ويطرح المراقبون تساؤلات حول خلفيات إصدار هذا البلاغ في هذا التوقيت بالذات، والجهة التي تسعى من خلاله إلى تقويض الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة الفريق على أسس جديدة. كما يتم التساؤل عما إذا كانت هناك نية مبيتة لإعادة تشكيل مكتب مسير “على المقاس”، شبيه بالمكاتب السابقة التي تعاقبت على النادي وأسهمت في تدهور أوضاعه وانحداره إلى قسم الهواة.
وتُثار أيضاً تساؤلات قانونية مشروعة بشأن مدى توفر الشروط النظامية لعقد هذا الجمع العام، وعلى رأسها وجود تقريرين مالي وأدبي مصادق عليهما من طرف خبير محاسباتي، ومدى تمكين المنخرطين من الاطلاع عليهما في الآجال القانونية، كما يخشى المتتبعون أن يشكل هذا الجمع امتداداً لسابقاته التي مرت في أجواء غابت عنها الشفافية والحكامة.
ويبقى الشارع الرياضي المحلي في ترقب لما ستؤول إليه هذه التطورات، وما قد تحمله الأيام المقبلة من مستجدات تهم مستقبل الفريق، في ظل دعوات متزايدة إلى ضرورة إعمال الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة لضمان انطلاقة جديدة تعيد الاعتبار لأولمبيك خريبكة.
Copyright © 2024