مصير مجهول لفارس الفوسفاط وعودة لوصيبي تتحول إلى مطلب شعبي وجماهري

✍️ بقلم: نجيب مصباح

لم يكن هبوط أولمبيك خريبكة إلى قسم الهواة مجرد إخفاق رياضي، بل تجسيدا صارخا لأزمة تسييرية مزمنة. سنوات من التدبير العشوائي، وقرارات ارتجالية، وغياب رؤية واضحة، أوصلت الفريق إلى القاع، في ظل صمت مريب من داخل المكتب المديري وشركة أفسي خريبكة وتجاهل لتحذيرات الجمهور الغاضب.

سنوات من التخبط والتراكمات السلبية دفعت بالفريق إلى الهاوية، في ظل غياب المحاسبة وتجاهل نداءات الإصلاح المتكررة من أنصار وجمهور ظل وفيا للقلعة الفوسفاطية، متشبثا بالأمل رغم الانكسارات المتتالية.

النتيجة ليست وليدة موسم واحد، بل حصيلة تراكمات واختلالات بنيوية طُمرت لسنوات، حتى انفجرت اليوم بشكل مدوٍّ، لتعرّي واقعا مأزوما داخل نادٍ كان من أعمدة الكرة الوطنية.

ان ما يعيشه فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، اليوم يستدعي وقفة صادقة ومسؤولة، لإعادة البناء على أسس سليمة تضمن مستقبلا يليق بتاريخ الفريق الخريبكي ومكانته في كرة القدم الوطنية.

اليوم، لم يعد الشارع الخريبكي يطالب بتغيير الأسماء أو الوجوه فقط، بل يدعو إلى إصلاح شامل لمنظومة التسيير، يعيد للنادي بريقه ومكانته الطبيعية.

ويجمع المتتبعون والفاعلون على أن المدخل الأساسي لهذا الإصلاح، هو عودة المجمع الشريف للفوسفاط كمحتضن رسمي وفاعل محوري في اتخاذ القرار. غير أن هذه العودة، بحسب آراء متقاطعة، لن تكون ذات جدوى ما لم تتم عبر شخصية وازنة، ملمة بخبايا النادي والمجموعة، وتتوفر على الكفاءة والشرعية الكفيلة بإنقاذ ما تبقى من تاريخ الفريق، والقطع مع الحرس القديم الذي تسبب في الإنهيار الشامل.

لوصيبي، الذي بصم في مراحل سابقة على تجربة ناجحة في إدارة الفريق الفوسفاطي بتنسيق مباشر مع دوائر المختصة على الصعيدين الوطني والمحلي للمجمع، يمتلك ما لا يتوفر لغيره من الخلفية التقنية والإدارية، وفهم دقيق للتركيبة المحلية والإكراهات البنيوية للنادي. عودته اليوم لا تُطرح من باب الحنين، بل كضرورة ملحة لاسترجاع التوازن، وضمان انتقال سلس نحو نموذج احترافي حقيقي.

الفريق الخريبكي، اليوم يعيش فراغا تنظيميا غير مسبوق، جموع عامة بدون تقارير مالية وأدبية، غياب المحاسبة، مؤسسة المنخرط بدون هوية ولا روح ، غياب طاقم تقني، لا انتدابات، ولا معالم لخطة واضحة. كل ذلك يحدث في وقت ضائع، ومع اقتراب موسم جديد يتطلب الإعداد المبكر والصرامة. أما الجمهور، فقد سئم التجارب الفاشلة والحلول الترقيعية، وبات مقتنعاً أن لا مستقبل للفريق دون تدخل مباشر من المجمع، عبر أطره الأكفاء، وفي مقدمتهم لوصيبي.

الرسالة موجهة إلى من يهمهم الأمر: خريبكة تحترق رياضيا في سابقة من نوعها، والوقت ينفد.. الحل لن يكون في تدوير نفس الوجوه التي أوصلت الفريق إلى القاع، بل في استدعاء من يملك القدرة، والشرعية، والنية لإعادة فارس الفوسفاط إلى سكته الحقيقية. ويبقي الحل الوحيد والأوحد هو عودة المجمع الشريف للفوسفاط تماشيا مع مطالب أنصار ومحبي الفريق وعلى رأسهم مجموعة إلتراس غرين غوست الوفية للنادي والمتعطشة للنتائج الإيجابية وبالتالي فعـــودة لوصيبي تتحول اليوم إلى مطلب شعبي وجماهري.

 

Copyright © 2024