أشرف لكنيزي / نجيب مصباح
شهدت مدينة خريبكة، مساء أمس الثلاثاء، افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الرواد الدولي للمسرح، في أجواء احتفالية راقية حضرها كل من السيد امحمد ازكراني، رئيس المجلس الجماعي لخريبكة، والسيد عبد المولى الشماع، باشا المدينة ورئيس المنطقة الحضرية الأولى، إلى جانب عدد من المنتخبين، ورجال السلطة، وفعاليات إعلامية وفنية بارزة من داخل المغرب وخارجه.
هذه الدورة، التي تُنظم تحت شعار “نمشيو نتفرجو فالمسرح”، تأتي ضمن برنامج الأيام الثقافية والفنية والرياضية التي يشرف عليها المجلس الجماعي لخريبكة، بشراكة مع جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي ومتقاعدي جماعة خريبكة، وبتعاون مع عمالة إقليم خريبكة، ومبادرة ACT4Community، وفعاليات وجمعيات المجتمع المدني.
أكد عبد الرزاق ولد عامر، مدير المهرجان، في كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة ليست مجرد تظاهرة فنية، بل هي ركيزة ثقافية متجذرة في وجدان المدينة وساكنتها، ساهمت في ترسيخ المسرح كرافعة للوعي والانتماء والتنوير، مشيرًا إلى أن تزامن المهرجان مع احتفالات عيد العرش المجيد يعطيه طابعًا وطنيًا خاصًا يجمع بين فرحة الفن وفرحة الوطن.
وأضاف ولد عامر أن بلوغ الدورة العاشرة هو في حد ذاته علامة على الإصرار والمقاومة الثقافية، مؤكداً أن المسرح ليس فقط أداة للفرجة، بل هو قاطرة للوعي ووسيلة لبناء الإنسان والمجتمع. ومن هذا المنطلق، وُلد شعار الدورة، كدعوة مفتوحة لكل فئات المجتمع من أجل استعادة العلاقة الحميمة مع المسرح، والارتقاء بالذوق الفني والوعي الجماعي.
كما أشاد المتحدث بالدور الكبير الذي يضطلع به الشباب في تنظيم هذا الحدث، واصفًا إياهم بـ”شباب يعطي ولا ينتظر، شباب يؤمن أن الثقافة ليست ترفًا، بل عمق وهوية ومستقبل”، موجهًا شكره لكل الداعمين والمؤسسات الشريكة التي رافقت المشروع منذ نشأته، من أبرزهم: عمالة إقليم خريبكة، المجلس الجماعي لخريبكة، Act4Community Khouribga، المجمع الشريف للفوسفاط، المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، المركب الثقافي محمد السادس، الخزانة الوسائطية، ومركب مبادرات خريبكة.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم ثلاث شخصيات فنية بارزة، ويتعلق الأمر بكل من الفنانة مونية لمكيمل، والفنان هشام بهلول، إلى جانب الفنان القطري سالم المنصوري، في لحظة وفاء وتقدير لمساراتهم الفنية المتألقة، بعد ذلك، استمتع جمهور خريبكة، الذي حج بكثافة إلى قاعة العروض، بمسرحية “فوضى”، التي تناولت بأسلوب درامي مشوق أزمات الزواج المعاصر وتأثير التكنولوجيا الحديثة على العلاقات الإنسانية، وهو عمل من تأليف أحمد السبياع، ودراماتورجيا وإخراج مريم الزعيمي.
وقد قدمت فقرات حفل الافتتاح الفنانة حسناء المومني، في عرض لقى استحسان الحاضرين لما اتسم به من سلاسة وأناقة وتنوع في الفقرات.
والجدير بالذكر، أن برنامج المهرجان يتضمن مشاركة ستة فرق مسرحية دولية في المسابقة الرسمية، تتنافس على جوائز الدورة، وفي مقدمتها جائزة العمل الأول (الجائزة الكبرى). وتضم قائمة العروض المشاركة: “حكايات المحطات” لفرقة البيت المسرحي سلطنة عمان، “مريشا” لفرقة بيت المسرح المغربي، “الأرتيست” لفرقة قطاع الإنتاج الثقافي مركز الهناجر مصر، “Emegranterna” لفرقة teaterverket السويد، “سوبير” لفرقة بلانكا ارت المغرب، و”زهرة الخريف” لجوقة المسرح السعودية، تسهر على تقييم العروض لجنة تحكيم محترفة تضم ثلاث قامات فنية مرموقة: أمين ناسور، المخرج المغربي المعروف بأسلوبه الإخراجي المتجدد وابتكاراته الركحية، وساندية تاج الدين، فنانة مغربية متألقة في المسرح والسينما، تجمع بين الجمال الفني والاحترافية العالية، وسالم المنصوري، فنان قطري، صاحب تجربة غنية في المسرح والتلفزيون والسينما.
كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات تكوينية (ماستر كلاس) يؤطرها كل من: بديعة الصنهاجي، مالك أخميس، يوسف الجندي، عبد الفتاح عشيق، وذلك في إطار حرص إدارة المهرجان على الجمع بين الفرجة والتكوين، وفتح المجال أمام الشباب لاكتساب أدوات الفعل المسرحي من رواده.
Copyright © 2024