التميز ميديا:
في وقت يعيش فيه نادي أولمبيك خريبكة أسوأ فتراته التاريخية عقب السقوط المدوّي إلى قسم الهواة، تفجّرت معطيات مثيرة وخطيرة تكشف وجود ما يمكن وصفه بـ “مدير إداري خفي” داخل أروقة النادي، يتوفر على عقدين رسميين، أحدهما مع العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، ويتقاضى بموجبهما أجرين شهريين، وسط غياب تام للشفافية والمحاسبة.
المثير للاستغراب، أن هذا المسؤول الإداري، لا يتوفر حتى على الرخصة المؤهلة للجلوس على دكة البدلاء، وهو ما يفرض حضور شخص آخر مكانه خلال المباريات، ومع ذلك يستفيد من تحويلات مالية شهرية تبلغ 20 ألف درهم، إلى جانب السكن الوظيفي المخصص للنادي.
الأدهى من ذلك، أن رئيس الفريق الحبيب لكنوزي – بحسب مصادر خاصة – تكفل بأداء مبلغ مالي نيابة عن هذا المدير الإداري من أجل استئناف حكم الإفراغ الصادر في حقه، مباشرة بعد مباراة أولمبيك خريبكة ضد اولمبيك الدشيرة التي انهزم فيها الفريق بثلاثة أهداف لهدفين في الجولات الأخيرة من الموسم الماضي، ما مكنه من الاستمرار في الاستفادة من السكن الوظيفي باسم النادي.
الغرابة لا تتوقف هنا، إذ تشير المعطيات إلى أن المعني بالأمر يستغل الطابق العلوي من الفيلا للسكن الشخصي، بينما يقوم بكراء الطابق السفلي للاعبين الجدد – خاصة القادمين من خارج خريبكة – مقابل مبالغ شهرية، في ظل غياب أي تدخل من المكتب المسير.
هذه المعطيات الخطيرة تضع أكثر من علامة استفهام: ما موقف السيد عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية الاحترافية، من استفادة شخص من عقدين وأجرين؟ بأي حق تصرف تحويلات مالية منتظمة لشخص لا يملك مؤهلات الجلوس بدكة البدلاء؟ كيف يُسمح باستغلال السكن الوظيفي لمصالح خاصة؟ ولماذا يلتزم المكتب المسير الصمت، رغم الغضب الجماهيري العارم والمطالب المتزايدة بعودة المجمع الشريف للفوسفاط لتسيير النادي؟
في ظل هذه الوقائع، يجد الشارع الخريبكي نفسه أمام صورة قاتمة لمستقبل النادي، إذ يطرح كثيرون سؤالًا جوهريًا: هل هناك إرادة حقيقية لإصلاح الوضع، أم أن المصالح الشخصية تطغى على المصلحة العامة؟
Copyright © 2024