محمد مهدي شرايبي.. رئيس شاب يبعث دينامية جديدة في كرة القدم بجهة بني ملال خنيفرة

أشرف لكنيزي-
منذ انتخابه على رأس العصبة الجهوية بني ملال خنيفرة لكرة القدم، نجح الشاب محمد مهدي شرايبي في تقديم صورة جديدة ومغايرة لأسلوب التسيير الرياضي بالجهة، قوامها الوفاء بالالتزامات والتواصل الدائم والحضور الميداني، وبفضل حيويته وديناميته، استطاع أن يضع لبنات إصلاح حقيقية في ظرف وجيز، ليبرهن أن الشباب قادر على قيادة مؤسسات رياضية بكفاءة ومسؤولية عالية.

لم تمر سوى أشهر قليلة على توليه رئاسة العصبة، حتى بدأت نتائج برامجه الانتخابية تترجم على أرض الواقع، فقد حرص على دعم الأندية بشكل مباشر وملموس، حيث قامت العصبة بتوزيع كرات رياضية على مختلف الفرق المنضوية تحت لوائها، في خطوة عملية للتخفيف من أعباء الجمعيات التي تعاني من محدودية الإمكانيات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بادر إلى توفير بدلات رياضية لأندية القسم الشرقي الثاني، باعتبارها الحلقة الأضعف من حيث الدعم المالي، وهو ما اعتُبر التفاتة إنسانية ورياضية في الآن ذاته، تهدف إلى تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الفرق دون تمييز.

ولأن التسيير الرياضي الحديث لا يقتصر على الجانب المادي فقط، فقد انفتح الرئيس على مجال التكوين، من خلال تنظيم دورات لفائدة الجمعيات الرياضية عبر منصة FIFACONNECT، بما يتيح لمسيري الأندية الاستفادة من آخر مستجدات التدبير الرياضي. كما تمت برمجة تكوين متخصص خلال شهر أكتوبر المقبل يخص منصة التأمين الرياضي الإلكترونية، وهو مجال بالغ الأهمية لضمان حقوق اللاعبين والأندية، ما يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى تتجاوز التدبير التقليدي إلى التسيير العصري المبني على المعرفة والتأهيل المستمر.

وتجلت بصمات شرايبي بشكل أوضح خلال الاجتماع الذي عقدته العصبة اليوم الجمعة 26 شتنبر 2025 مع ممثلي أندية القسم الممتاز، بحضور الكاتب العام للعصبة، حيث شكل اللقاء محطة لتدارس قضايا تنظيمية وتقنية تهم انطلاقة الموسم الرياضي الجديد.

وقد خلص الاجتماع إلى قرارات مهمة أبرزها إعادة هيكلة بطولة القسم الممتاز، عبر تقسيمها إلى مجموعتين من ثمانية فرق وفق معايير جغرافية، قصد تقليص تكاليف التنقل وتيسير مشاركة الأندية وضمان مبدأ العدالة، كما تقرر إلزامية مشاركة جميع أندية القسم الممتاز في منافسات كأس العصبة، لما تمثله من فرصة لتعزيز التنافسية وإبراز المواهب الشابة، ولم تغفل العصبة الجانب العملي، حيث قامت بتوزيع المستلزمات الرياضية من كرات وأوراق المباريات على الأندية الحاضرة، دعماً لمشاركتها في الموسم الرياضي 2025/2026.

هذا التوجه القائم على الدعم والتكوين والتنظيم يعكس فلسفة جديدة في التسيير، أساسها أن العصبة ليست جهازاً إدارياً فحسب، بل شريك فعلي للأندية في البناء الرياضي، وهو ما تجسد في التواصل الدائم للرئيس مع مختلف الفرق، وحضوره الميداني في عدد من المحطات، الأمر الذي منح صورة إيجابية عن العصبة لدى الرأي العام الرياضي بالجهة، ورسّخ الثقة بين المؤسسة والأندية المنضوية تحت لوائها.

لقد نجح محمد مهدي شرايبي، في أقل من سنة على انتخابه، في إعادة الاعتبار لكرة القدم الجهوية، مؤكداً أن الشباب حين تُمنح له الفرصة قادر على إحداث التغيير، وصناعة نموذج يُحتذى به على الصعيد الوطني، وما يميز تجربته أنه لا يكتفي بإطلاق المبادرات، بل يتابعها عن قرب، ويحرص على تنزيلها على أرض الواقع، وهو ما جعل الأندية ترى فيه رئيساً مختلفاً، يجمع بين الحماس الشبابي والرؤية الاستراتيجية.

إنها بالفعل بداية عهد جديد لكرة القدم بجهة بني ملال خنيفرة، عنوانه الأبرز دينامية رئيس شاب أوفى بوعوده قبل أن يُكمل عامه الأول، وفتح الباب أمام تجربة تدبيرية حديثة تؤمن بأن تطوير اللعبة يبدأ من القاعدة، وأن دعم الأندية الصغيرة ليس ترفاً بل أساس بناء مستقبل رياضي واعد.

Copyright © 2024