
نجيب مصباح –
وجّهت خمسون جمعية ومنظمة أمازيغية من المغرب ومن الجالية المقيمة بالخارج، عريضة مشتركة إلى السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تدعوه من خلالها إلى تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في مختلف أنشطة الجامعة، وكتابة واجهات الملاعب والمنشآت الرياضية باللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية، انسجامًا مع مقتضيات الدستور والقانون التنظيمي رقم 26-16.
وجاء في نص العريضة، التي توصلت بها “التمييز ميديا”، أن هذه المبادرة تأتي “في سياق الاستعدادات التي تشهدها المملكة لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 واحتضانها المرتقب لنهائيات كأس العالم 2030″، داعية الجامعة إلى جعل هذه المناسبات الكبرى “فرصة لترسيخ التنوع اللغوي والثقافي للمغرب”.
وأكدت الجمعيات الموقعة أن “اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة بموجب دستور يوليوز 2011، ولا يمكن استمرار تغييبها في الأنشطة الرياضية الرسمية، سواء في الشعارات والأقمصة أو في واجهات الملاعب والمنشآت التي تم بناؤها أو تأهيلها في عدد من المدن المغربية”.
وأضافت العريضة أن “القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الصادر في الجريدة الرسمية بتاريخ فاتح أكتوبر 2019، ينص بوضوح على ضرورة استعمال اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في اللوحات والعلامات المثبتة على واجهات المؤسسات والمرافق العمومية، بما في ذلك الملاعب الرياضية ووسائل النقل العمومية التابعة لها”.
وشددت التنظيمات الأمازيغية على أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باعتبارها مؤسسة وطنية تمثل المغرب في المحافل الإقليمية والدولية، “مطالبة بإعطاء القدوة في احترام القانون والدستور، من خلال إدماج الأمازيغية في مختلف مكوناتها اللوجستيكية والإدارية والإعلامية”.
كما دعت الجمعيات إلى تمكين الصحافيين والمعلقين الرياضيين الناطقين بالأمازيغية من تغطية التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، انسجامًا مع مقتضيات القانون التنظيمي ذاته الذي ينص على استعمال اللغتين الرسميتين للدولة في وسائل الإعلام الوطنية.
وطلبت الهيئات الموقعة عقد لقاء رسمي مع رئيس الجامعة، لمناقشة سبل إدماج الأمازيغية بشكل فعلي في هياكل وأنشطة المؤسسة، مؤكدة ثقتها في “روح المسؤولية والانفتاح” التي تميز تدبير السيد فوزي لقجع.
وتضم قائمة الموقعين على العريضة خمسين جمعية ومنظمة من داخل المغرب وخارجه، من بينها:
منظمة التجمع العالمي الأمازيغي (بلجيكا)، جمعية حوار (بلجيكا)، مؤسسة دافيد منتكومري هارد للدراسات الأمازيغية (إسبانيا)، منظمة نيتوورك لأمازيغ أمريكا (الولايات المتحدة)، اتحاد الجمعيات الأمازيغية بألمانيا، جمعية تيويزي59 (فرنسا)، إضافة إلى جمعيات وطنية بارزة مثل المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب المغربي، ومنتدى توبقال للثقافة وحقوق الإنسان، فضلاً عن عشرات الجمعيات المحلية من خنيفرة، تارودانت، الحسيمة، الناظور، فاس، مكناس، أكادير، والعيون.
واختتمت الجمعيات بيانها بدعوة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى جعل الأمازيغية حاضرة في الملاعب المغربية ومرافقها، باعتبارها “لغة جميع المغاربة، ورمزًا لهويتهم المشتركة”.
Copyright © 2024