
نجيب مصباح-
أسدل القضاء الستار على واحدة من أبشع القضايا التي هزّت الرأي العام الوطني، والمتعلقة بمقتل الممرضة الشابة فاطمة أكنوز المنحدرة من مدينة خنيفرة، وذلك بعد أن أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف ببني ملال، حكماً يقضي بالسجن 25 سنة نافذة في حق مفتش شرطة، بعد متابعته بتهمة القتل العمد.
وحسب معطيات القضية، فإن المتهم حاول تضليل المحققين من خلال تفجير قنينة غاز داخل المنزل لإيهام الجميع بأن الوفاة ناجمة عن تسرب غازي عرضي، كما نجح في البداية في إقناع شقيق الضحية بعدم المطالبة بالتشريح الطبي.
غير أن الوكيل العام للملك أصدر أوامره في آخر لحظة بإيقاف مراسم الدفن، وإرجاع الجثمان من المقبرة لإخضاعه للتشريح الطبي، الذي كشف عن آثار عنف واضحة تؤكد أن الوفاة كانت نتيجة اعتداء جسدي متعمد وليس حادثاً عرضياً كما ادّعى المتهم.
وعرفت قاعة المحكمة لحظات إنسانية مؤثرة عقب النطق بالحكم، حيث ردد المتهم بصوت متهدّج عبارة «أشهد أن لا إله إلا الله»، قبل أن ينهار أفراد أسرته وسط تأثر الحاضرين الذين تابعوا أطوار المحاكمة منذ بدايتها.

القضية التي عُرفت إعلامياً بـ«مقتل الممرضة فاطمة أكنوز» كانت قد خلّفت موجة حزن وغضب عارمين في الأوساط الصحية والشعبية، لاسيما بعدما تبيّن أن الجاني حضر جنازة الضحية محاولاً التمويه عن جريمته، قبل أن تكشف التحقيقات الدقيقة عن الحقيقة المروعة.
Copyright © 2024