أوصيبي يقود خريبكة نحو ثورة خضراء .. مشروع المياه المعالجة يفتح عهدًا جديدًا للاستدامة

أشرف لكنيزي-
تستعد مدينة خريبكة لاحتضان واحد من أهم المشاريع البيئية والتنموية خلال السنوات الأخيرة، وهو مشروع تزويد الفضاءات الخضراء بمياه السقي انطلاقًا من محطة معالجة المياه العادمة التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو ترشيد استهلاك المياه الصالحة للشرب وتعزيز الاستدامة البيئية داخل المدينة.

المشروع، الذي ينجز بشراكة ثلاثية تشمل وكالة الحوض المائي لأم الربيع، وعمالة إقليم خريبكة تحت اشراف مباشر للسيد عامل إقليم خريبكة هشام العلوي المدغري، والجماعة الترابية لخريبكة، يشكل نقلة نوعية في تدبير الموارد المائية، خصوصًا في سياق يعرف فيه المغرب تحديات مناخية وجفافًا متكررًا.

ويقوم المشروع على مد شبكة تمتد على 25 كيلومترًا من القنوات والتجهيزات الخاصة بالضخ، تربط محطة معالجة المياه العادمة بمختلف الحدائق الكبرى والمناطق الخضراء بالمدينة، وعلى رأسها منتزه الفردوس وحديقة بني عمير وغيرها من الفضاءات العمومية التي تشكل رئة خريبكة ومتنفسها البيئي. وتم تجهيز هذه الشبكة وفق المعايير الحديثة لضمان جودة المياه المخصصة للسقي، مع مراقبة صارمة لمعايير السلامة البيئية والصحية.

وسيمكن المشروع من توفير كميات مهمة من مياه السقي، تصل إلى 400 ألف متر مربع سنويًا من المساحات الخضراء المستفيدة، مما سيضمن الحفاظ على الغطاء النباتي طوال السنة، إضافة إلى الحد من تدهور الحدائق خلال فترات الجفاف، وتجويد المشهد الحضري وتعزيز جمالية المدينة، مع تخفيف الضغط على الموارد المائية الصالحة للشرب.

وتتجلى أهمية المشروع في كونه يوظف المياه المعالجة كبديل ذكي، ما يساهم في تخفيف الضغط عن الفرشة المائية، ويجعل خريبكة مدينة رائدة في تبني الحلول البيئية المبتكرة.

Copyright © 2024