ترافع النائب محمد حوجر يحرّك ملف كلية خريبكة .. والوزارة تعد بالمصادقة خلال السنة الجارية

أشرف لكنيزي-
عرفت الجلسة الأسبوعية المخصّصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب لحظة بارزة بالنسبة لساكنة إقليم خريبكة، بعدما قدّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مؤشراً إيجابياً يؤكد قرب المصادقة على مقترح تقسيم الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة إلى مؤسسات جامعية مستقلة، وهو مطلب ظلّ يُتداول منذ سنوات بالنظر إلى الضغط المتزايد على البنية الحالية.

جواب الوزير جاء رداً على سؤال شفوي للنائب البرلماني عن دائرة خريبكة، محمد حوجر الذي استفسر عن رؤية الوزارة لمستقبل هذا النموذج الجامعي، الوزير لم يُخفِ أن الكليات المتعددة التخصصات، منذ انطلاقتها سنة 2005، “ابتعدت عن الغاية التي أُحدثت من أجلها”، إذ تحولت إلى مؤسسات منهكة تستقبل أعداداً كبيرة من الطلبة، مما فرض ضغطاً اجتماعياً على الأقاليم التي تحتضنها، وأفقدها هويتها الأكاديمية المفترضة.

وأوضح الوزير أن التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين لسنة 2022، أوصى صراحة بإعادة النظر في هذا النموذج، وهو ما دفع الوزارة إلى اعتماد تصور جديد يقوم على تفكيك هذه الكليات وتحويلها إلى مؤسسات متخصصة: مدارس مهندسين، كليات التكنولوجيا، أو مؤسسات ذات استقطاب محدود، استجابة لاحتياجات الجهات.
وفي تعقيبه، نبّه النائب محمد حوجر إلى أن الهيكلة الوطنية الجديدة للمؤسسات الجامعية، والتي شملت 29 مؤسسة، أقصت الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، رغم أن مجلس الجامعة ومجلس الكلية صادقا في 11 يوليوز 2025 على مشروع متكامل يقضي بتقسيم المؤسسة إلى أربع كليات كلية اللغات والعلوم، كلية العلوم التطبيقية، كلية العلوم القانونية ومهن التوثيق، كلية الاقتصاد وتدبير المؤسسات.

هذا الإقصاء – حسب النائب – يعمّق معاناة آلاف الطلبة وذويهم، خاصة أن الإقليم يضم ما يقارب نصف مليون نسمة، مما يجعل متابعة الدراسة خارج خريبكة عبئاً مادياً لا تتحمله الكثير من الأسر.

وأكّد وزير التعليم العالي أن مشروع إعادة الهيكلة الخاص بخريبكة وصل فعلاً إلى الوزارة بعد أن مرّ عبر اللجنة الوطنية المختصة، مضيفاً أن الإجراءات التقنية والإدارية أوشكت على نهايتها، وأن المصادقة على المقترح ستكون خلال هذه السنة.

هذا التصريح يُعدّ أول إشارة رسمية واضحة تعطي أملاً في إنهاء سنوات من الانتظار، وتمهّد لمرحلة قد تُعيد للمدينة حضورها الأكاديمي وتخفف من معاناة طلبتها.

Copyright © 2024