عمر قادير .. مشروع المزرعة الشمسية بخريبكة وفر 1600 منصب شغل وسجّل 3.3 ملايين ساعة عمل بدون حوادث

أشرف لكنيزي-
قدّم السيد عمر قادير، الرئيس المدير العام لفرع OCP المتخصص في الطاقات الخضراء (OCP Green Energy)، عرضًا شاملاً خلال اللقاء التقني المخصص لتقديم مشروع “المزرعة الشمسية أولاد فارس” بخريبكة، مستعرضًا رؤية استراتيجية تقوم على الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التشغيل الفعلي لاستثمارات الطاقة المتجددة داخل المجموعة.

وأوضح قادير أن منهجية OCP في تطوير المشاريع الطاقية لا تعتمد على منطق الفرص العابرة، بل ترتكز على هيكلة دقيقة تجعل هذه المشاريع ناضجة وقادرة على استقطاب التمويلات والاستثمارات، خصوصًا وأنها مشاريع طويلة الأمد بمدة حياة قد تصل إلى 30 سنة. وهو ما يستدعي، بحسب قوله، ضمان صلابة البنية الاستثمارية وفعالية كل مرحلة من مراحل الإنجاز.

وأكد أن المجموعة لا تُعتبر منتجًا للكهرباء فقط، بل فاعلًا رئيسيًا في تطوير نموذج جديد لإدارة الطاقة، يقوم على تقليص كثافة الاستهلاك الطاقي وتحسين النجاعة عبر حلول متكاملة.

وخلال هذا اللقاء، أعلن قادير عن دخول الدفعة الأولى من الاستثمارات مرحلة التشغيل الفعلي، حيث أصبحت قدرة إنتاجية تبلغ 202 ميغاواط جاهزة وتشتغل بكامل طاقتها منذ صيف السنة الماضية، وهو ما يقرب المجموعة من هدفها الاستراتيجي المتمثل في تغطية 100% من حاجياتها الطاقية بالطاقات المتجددة بحلول سنة 2027.

وفيما يتعلق بالبعد المحلي، شدد قادير على أن اختيار نمط التنفيذ جاء وفق رؤية تهدف إلى إبراز منظومة صناعية محلية وتعزيز حضور الفاعلين الاقتصاديين بالجهة. وقد مكّن ذلك من تحقيق منافسة حقيقية ساهمت في الوصول إلى طاقة نظيفة بتكلفة أقل بكثير من أسعار السوق الحالية.

واستدل المتدخل، بأرقام دالة على حجم المشروع، حيث ضمت المرحلة الأولى من المشروع حوالي 370 ألف لوحة شمسية، وآلاف الكيلومترات من الكابلات، مع تفادي انبعاث 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالإنتاج التقليدي، كما خلق المشروع 1600 منصب شغل خلال مرحلة البناء، مع تسجيل 3.3 ملايين ساعة عمل دون حوادث تذكر، وتحقيق نسبة 60% من المحتوى المحلي، ما يشكل نموذجًا ناجحًا لاندماج الصناعة الوطنية في التحول الطاقي.

وقد أشاد قادير خلال كلمته بالدور المحوري لشركة “JESA” وجميع الشركاء التقنيين والصناعيين الذين ساهموا في نجاح هذا الورش الاستراتيجي.

وأشار قادير إلى أن الطاقات المتجددة، خصوصًا الشمسية، باتت تواجه تحديات مرتبطة بطابعها المتقطع، ما يستدعي حلولًا جديدة لدمجها في الشبكة الكهربائية. ومع الانخفاض الكبير في كلفة التخزين، أصبحت الظروف مواتية لربط الإنتاج بأنظمة التخزين لضمان مرونة أكبر.

وفي هذا السياق، أكد قرب الشروع في ربط محطات الإنتاج بأنظمة تخزين كهربائي ابتداءً من السنة المقبلة، بعد المصادقة على أول صفقة لتوفير قدرة تخزينية تبلغ 125 ميغاواط بتقنية الـLFP (ليثيوم – حديد – فوسفات)، وهي تقنية ترتبط بشكل وثيق بالقطاع الفوسفاطي وتدعم توجهاته الصناعية.ال، وسيكون هذا المشروع الأول من نوعه على المستوى الوطني.

وختم قادير عرضه بالتأكيد على أن ما يتحقق اليوم ليس سوى بداية مسار أكبر، يتمثل في تحقيق 100% من الطاقة الخضراء في 2027، وبلوغ الحياد الكربوني في أفق 2040، ودعم تنافسية الصناعة الوطنية، وخصوصًا صناعة الفوسفاط، عبر نماذج طاقية أكثر كفاءة واستدامة.

كما شدد على رغبة OCP في تحويل مشاريعها الطاقية إلى مختبرات مفتوحة للبحث والتطوير، بالتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، لاحتضان التكنولوجيات المغربية المستقبلية في مجال الطاقة.

Copyright © 2024