
أشرف لكنيزي-
أكدت حنان مرشيد، مديرة التنمية المستدامة بمجموعة OCP، أن المزرعة الشمسية التي تحتضنها خريبكة تمثل جزءًا محوريًا من المرحلة الأولى لبرنامج الطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تبلغ 200 ميغاواط، موضحةً أن المزرعة المعروضة خلال اللقاء التقني تصل طاقتها لوحدها إلى 105 ميغاواط، ضمن ثلاث محطات تعمل اليوم بشكل كامل.
وقالت مرشيد إن هذا البرنامج يأتي في إطار استراتيجية التنمية المستدامة للمجموعة، الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني في أفق 2040، مع بلوغ الاكتفاء الذاتي من الكهرباء بحلول 2027، عبر إزالة الكربون من الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بالطاقة الكهربائية.
وأوضحت أن المرحلة الأولى من برنامج “الاسثتمار الأخضر”، التي أعلن عنها OCP ضمن مخططه للاستثمار الأخضر، ترتكز على تطوير 1.2 جيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2027، مؤكدة أن تشغيل 200 ميغاواط الأولى يُعد خطوة حاسمة في هذا المسار.
وأبرزت مديرة التنمية المستدامة أن المزارع الثلاث أصبحت جاهزة بالكامل وتقوم بضخ الطاقة الشمسية في الشبكات، مضيفةً أن المجموعة تمكنت لأول مرة من نقل الكهرباء المنتجة من خريبكة إلى منشآتها الصناعية، خاصة تلك المخصصة لتحلية مياه البحر بجرف الأصفر.
وتابعت أن هذا الربط مكّن من تأمين حاجيات وحدات الإنتاج بمنطقة الجرف، إضافة إلى توفير جزء مهم من الماء الشروب لفائدة مدينة الجديدة ونطاقها الحضري، وكذا إمداد جزء من الدار البيضاء.
وأشارت مرشيد إلى أن التكلفة المسجلة لإنتاج الكهرباء الشمسية بلغت حوالي 0.368 درهم للكيلوواط/ساعة، وهي تكلفة “منافسة جدًا” مقارنة بما هو متداول في السوق، معتبرة أن هذه المعطيات تؤكد أن الاستثمار في الطاقات المتجددة ليس مجرد توجه بيئي، بل خيار اقتصادي مربح يساهم في خفض كلفة الطاقة وتعزيز تنافسية المجموعة.
وعن سؤالنا في جريدة «التميز ميديا» الإلكترونية حول الآليات الكفيلة بضمان دمج الإنتاج الطاقي للمزرعة الشمسية، خاصة فيما يتعلق بضمان استمرارية الإمداد وجودة الطاقة خلال فترات الذروة، أوضحت حنان مرشيد أن المغرب يمتلك ميزة نوعية على مستوى الطاقات المتجددة، قائلة “نحن نتوفر على طاقة ريحية بجودة عالية، إضافة إلى انسجام وتكامل بين الرياح والشمس، وهو ما يمنحنا قوة لا تمتلكها العديد من الدول. وبالتالي فإن استراتيجية الاستقلال الطاقي هي في جوهرها استراتيجية لتطوير الطاقات المتجددة.”
وأضافت أن هذا التوجه يندرج في إطار الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرامية إلى تعميم استعمال الطاقات النظيفة وتوسيع قاعدة الاستقلال الطاقي الوطني، إلى جانب انسجامه مع الاستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى إنتاج طاقات المستقبل.
وكشفت مرشيد أن المجموعة ستشرع، ابتداءً من السنة المقبلة، في اعتماد أنظمة متطورة لتخزين الكهرباء، بعد المصادقة على أول صفقة لتوفير قدرة تخزينية تصل إلى 125 ميغاواط بتقنية LFP (ليثيوم – حديد – فوسفات)، وهي تقنية ترتبط بشكل مباشر بالقطاع الفوسفاطي وتدعم توجهاته الصناعية.
وأبرزت أن هذا النظام سيكون الأول من نوعه على المستوى الوطني، وسيُمكّن من تعزيز مرونة الشبكة وضمان استقرار الإمداد الكهربائي خلال فترات الذروة، إضافة إلى خلق فرصة لإنتاج منتوج جديد قائم على الفوسفاط مرتبط بتقنيات التخزين الطاقي.

Copyright © 2024