
أشرف لكنيزي-
احتضنت الخزانة الوسائطية بخريبكة، اليوم، فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، في لقاء ترأسه السيد المصطفى الحصار الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة نيابة عن عامل اقليم خريبكة رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبحضور باشا المدينة، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، رؤساء المصالح الإقليمية، وشركاء من فعاليات المجتمع المدني.
وفي كلمته الرسمية، أكد السيد المصطفى الحصار أن اختيار شعار هذه السنة “بناء مجتمعات تدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتنهض بمسار التقدم الاجتماعي” ليس مجرد عنوان احتفالي، بل تذكير بواجب أخلاقي ومؤسساتي يتطلب عملاً يومياً مشتركاً.
وأوضح أن الاحتفاء بهذه المناسبة “يُعدّ محطة سنوية لتجديد الالتزام الجماعي بقيم الإنصاف والعدالة، وللتذكير بأن العطاء لا تحده إعاقة، وأن الطاقة الإنسانية قادرة على الإبداع حين تتوفر شروط الدعم والإنصاف”.
واستعرض المسؤول الإقليمي الركائز القانونية والمؤسساتية التي تؤطر سياسة المغرب تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة؛ بدءاً من التوجيهات الملكية منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، مروراً بالفصل 34 من دستور 2011، الذي ينصّ بوضوح على حماية هذه الفئة من التمييز، وصولاً إلى القانون الإطار 97-13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها، والصادر سنة 2016.
كما ذكّر الحصار بمصادقة المغرب على الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سنة 2009، باعتبارها التزاماً دولياً يفرض ملاءمة السياسات العمومية مع المعايير العالمية في هذا المجال.
وأبرز المتحدث أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تُواصل دورها الريادي على المستوى الوطني والإقليمي في دعم هذه الفئة وفق مقاربة شمولية تركز على بناء وتجهيز مراكز الاستقبال، دعم النقل المدرسي الملائم للأطفال في وضعية إعاقة، تقديم منح سنوية للجمعيات التي تعاني عجزاً مالياً يؤثر على استمرارية خدماتها.
وعلى مستوى إقليم خريبكة، تم خلال المرحلة الثالثة من المبادرة إنجاز 36 مشروعاً بغلاف مالي بلغ 20 مليون درهم، وهي مشاريع تهدف –وفق المسؤول– إلى “بعث الأمل في نفوس المستفيدين من أجل حياة كريمة وآمنة”.
ورغم أهمية هذه الأرقام، يبقى من الضروري –كما يشير عدد من الفاعلين الاجتماعيين في الإقليم– التفكير في تطوير منظومة قياس أثر هذه المشاريع على المدى الطويل، لضمان أن الدعم لا يظل رمزياً أو موسمياً، بل يتحول إلى إدماج فعلي وفرص مستدامة.
وشدد الكاتب العام لعمالة خريبكة على أن النهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة “لا يمكن أن يتحقق إلا بتكامل البرامج وتنسيق الجهود بين الدولة والجماعات الترابية والمجتمع المدني والقطاع الخاص”، معتبراً أن توحيد الرؤية وملاءمة آليات العمل شرط أساسي لضمان نتائج مستدامة وتحسين جودة الخدمات.
واختُتم المصطفى الحصار كلمته، بتجديد التأكيد على أن الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة ليس مناسبة احتفالية وحسب، بل لحظة للتقييم والنقد البناء واستشراف مستقبل أكثر عدالة، في انسجام مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي لجميع الفئات.
Copyright © 2024