
أشرف لكنيزي-
لم يعد ملعب حطان يؤدي الدور الذي أُحدث من أجله، بعدما باتت وضعيته الحالية تعكس صورة قاتمة عن حال البنية التحتية الرياضية بالمدينة. فبدل أن يكون فضاءً آمناً لممارسة كرة القدم وصقل المواهب، أضحى عبارة عن أرض ترابية قاسية، تخلو من أدنى مقومات ملعب يمكن أن يحتضن مباريات أو حصص تدريب في ظروف سليمة.
أرضية غير مستوية، يختلط فيها الغبار بالحجارة، تجعل كل حصة كروية مغامرة غير محسوبة العواقب، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب، حيث تظل مخاطر الإصابات والجروح حاضرة بقوة. هذا الواقع لا يؤثر فقط على السلامة البدنية للاعبين، بل ينعكس أيضاً على جودة الممارسة الكروية ويحدّ من تطور الأداء التقني والبدني.
والمفارقة أن مدينة حطان تزخر بطاقات شابة وجمعيات رياضية تحاول، بإمكانات محدودة، الحفاظ على وهج كرة القدم المحلية. غير أن غياب ملعب مؤهل يشكل عائقاً حقيقياً أمام التكوين والاستمرارية، في وقت أصبحت فيه الرياضة إحدى أهم أدوات الإدماج الاجتماعي وحماية الشباب من مظاهر الهشاشة والانحراف.
أمام هذا المشهد، تتعالى أصوات الفاعلين الرياضيين والغيورين على الشأن المحلي، مطالبةً بتدخل مسؤول يعيد الاعتبار لملعب حطان، عبر تهيئته بعشب اصطناعي أو طبيعي وتأهيل مرافقه الأساسية، بما ينسجم مع الحد الأدنى من معايير البنية التحتية الرياضية.
ويظل ملعب حطان اليوم رمزاً لوضع غير مقبول، في انتظار التفاتة جادة تنقله من خانة الإهمال إلى فضاء رياضي يليق بتاريخ المدينة وطموحات شبابها، ويعيد لكرة القدم المحلية بعضاً من كرامتها المهدورة.
Copyright © 2024