أول إطلالة في الهواء الطلق لمجموعة إمديازن بخريبكة في ليلة أمازيغية أصيلة

التميز ميديا:
في ليلة ينتظرها عشاق الفن الأمازيغي الأصيل، سيكون الجمهور الخريبكي، يوم الإثنين 11 غشت الجاري، على موعد مع أول إطلالة لمجموعة «إمديازن» بمدينة خريبكة، في عرض فني مباشر تحت سماء مفتوحة، ضمن فعاليات الأيام الفنية والثقافية والرياضية للمدينة، هي ليست المرة الأولى التي تلامس فيها أنغام إمديازن مسامع الخريبكيين، فقد سبق أن أطلت المجموعة الشهيرة خلال احتفالات رأس السنة الأمازيغية بالمركب الثقافي، لكنها هذه المرة تعود بحضور أكبر ونَفَسٍ جديد.

انطلقت حكاية «إمديازن» أواخر ثمانينيات القرن الماضي بمدينة إمنتانوت، حين أطلق المؤسس والشاعر محمد الحنصالي اسم المجموعة تزامناً مع رحيل أسطورة فن الروايس، الحاج محمد الدمسيري. ومنذ ذلك الحين، اختارت المجموعة أن تجعل الكلمة الهادفة والموقف الإنساني قلب أغانيها النابض.
رغم بدايتها المحلية، واقتصار نشاطها في البداية على تنشيط الأعراس، استطاعت تسجيل أول ألبوم سنة 1994، ثم ألبوماً ثانياً سنة 1998، قبل أن تتوقف لسنوات. غير أن عودتها سنة 2002 بقيادة الفنان والأديب جمال الحنصالي، ورفقة شقيقيه محمد وعبد الرحيم، كانت عودة قوية قادتها من المحلية إلى رحاب الساحة الوطنية.

بعد إصدار ألبوم كتيد اوا ياوزمز سنة 2012، بدأت المشاركة في مهرجانات كبرى كمهرجان أدرار بولمان (2013)، مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية، مهرجان الواحات بفجيج، مهرجان تيميتار، وحتى مهرجان كناوة الدولي بالصويرة.
توجت هذه المسيرة سنة 2018 بالفوز بالخلالة الذهبية بمهرجان صيف الأوداية بالرباط، كما مثلت المجموعة المغرب في مهرجان دولي بمدينة فتحية بتركيا سنة 2014، لتكون خير سفير للأغنية الأمازيغية.

فلسفة إمديازن واضحة المعالم، الحفاظ على نمط المجموعات، الوفاء للكلمة الشعرية الراقية، وصون اللحن الأصيل المستمد من تربة الوطن، بعيداً عن موجات التهجين الموسيقي. ومن أشهر أغانيها كيزد، التي تدعو للتواضع ونبذ الكبرياء، والتي أصبحت نشيداً فنياً تغنى به كبار الموسيقيين الأمازيغ.
كما برز الأستاذ جمال الحنصالي، صوت المجموعة وواجهتها الإعلامية، من خلال حضوره الوازن في البرامج التلفزيونية، مقدماً صورة الفنان الأمازيغي المثقف والرصين.

ليلة 11 غشت بخريبكة ليست مجرد حفل، بل لقاء بين أصالة الماضي ونبض الحاضر، بين الكلمة الملتزمة واللحن النابع من عمق الأرض، سيكون جمهور المدينة على موعد مع أمسية ستبقى في الذاكرة، حيث الشعر، والإيقاع، ووفاء «إمديازن» للوطن، يلتقون على منصة واحدة تحت سماء صيفية دافئة.